وقام خيري ليحيي ضيفه ويسأله: نعم، هل هناك خدمة؟
فنظر السكرتير إلى الموظفين الجالسين مع خيري في الحجرة ثم قال: تسمح، كلمة على انفراد.
ويخرج خيري من مكتبه إلى الردهة الخارجية ويريد أن يقف، ولكن السكرتير يمضي به تاركا الردهة ومبنى الوزارة جميعا، حتى إذا آنس من الطريق مكانا منعزلا وقف وقال لخيري: أرجوك أن تسمع ما سأقوله لك في هدوء، كما أرجو أن تتصرف بحكمة، فالوقت أشد ما يكون حاجة إلى الحكمة. - قل، ماذا هناك؟ - النيابة قبضت اليوم على يسري بك وقد أرسلني إليك. - ماذا؟ - مجلس الإدارة وجه إليهما التهمة بعد فصلهما من الشركة. - وهل عرف بيت يسري شيئا؟ - أمرني أن أجيء إليك. - وما رأيك؟! - لا علم لي بالعقود موضوع الاتهام، ولكني أعرف أن يسري بك لم يكن يقبل مليما حراما منذ دخل الشركة. وقد رفت السكرتير الذي كان يعمل معه قبلي لأنه قدم إليه عميلا يريد أن يرشوه. - أنت واثق؟! - من أمانته؟ نعم، ولكن الدكتور حامد دخل في صفقات كثيرة، وأخشى أن يكون قد أرغمه على الاشتراك فيها. - طيب، أشكرك.
وركب خيري سيارة أجرى إلى منزله وصعد إلى أمه وقال لها وقد اصطنع الهدوء: نينا! الدكتور حامد متهم في اختلاس، وقد قبض عليه!
وفغرت سميرة هانم فاها وقد أوشكت أن تستنج الخبر التالي: ماذا؟ - وبالطبع قبض على يسري معه.
ونظرت سميرة هانم إليه مليا وقالت: خيري، هل سرق يسري؟ - لا أظن! - وماذا تنوي أن تفعل؟ - أريد جزءا من حليك لأرهنه وأدفع أتعاب المحامي. - هاك المفتاح.
وقصد خيري إلى لطفي بك محمد أستاذ القانون الجنائي، واصطحبه إلى مقر النيابة، فوجد التحقيق جاريا مع حامد، ووجد يسري جالسا خارج غرفة التحقيق، وحين اقترب منه وجد في عينيه دمعات تبدو وتغيض، وقال يسري في حزم وإباء: أنا لم أسرق يا آبيه خيري.
وأنعم خيري فيه النظر ثم قال: نعم، أعرف.
وجلس المحامي إلى جانب يسري وراح يسأله عن الاتهام، وما هي إلا لحظات حتى رأى يسري زوجته فايزة قادمة يصحبها عزت باشا ووفية وعبد السلام بك هنداوي المحامي الكبير.
وتقدمت منه فايزة لم تسأله شيئا ولم تهتم بشيء إلا أن تقول: لا تخف يا يسري.
अज्ञात पृष्ठ