وانضم المحامي الكبير إلى زميله الذي جاء مع خيري، وراح ثلاثتهم يتحدثون، وابتعد عنهم رهط الأقارب. وكتب خيري لفايزة: «ما كان لك أن تأتي يا فايزة.»
وفهمت فايزة ما يعنيه، لكنها قالت: فمن يأتي؟ لماذا لم تقل لي؟
وكتب: «خشيت أن أتعبك.»
وقال عزت باشا وقد قرأ الورقة: لا تخش شيئا يا خيري، ولا تخجل من شيء، فقد أديت أنت واجبك كاملا وللشباب طيشه.
وقالت وفية: يسري لا يسرق.
وسكت أربعتهم، ولاحظت وفية أن خيري ينظر إليها نظرات فيها سؤال لا يريد أن يبوح به، فقالت: جميل مشغول مع الوزير، لم يستطع أن يجيء.
وفهم خيري أن جميل خشي على منصبه وهيبة السلك السياسي، فمهد له في نفسه العذر وانطوى على خجله وصمت.
لم يمض وقت طويل حتى استدعي يسري إلى التحقيق، وصحبه المحاميان الكبيران.
وبدأت أسئلة النيابة تنهمر على يسري وهو يجيبها في حذر، محاولا ما وسعه الجهد أن يحمي نفسه ويحمي الدكتور حامد ما أمكنته الوقائع من حمايته . وراح ممثل النيابة يستدرجه ويحيط به بما مرن عليه من مهارة وخبرة، حتى إذا وجده صلبا في دفاعه عن نفسه وفي دفاعه عن رئيسه فاجأه قائلا: وما قولك في التهمة التي يوجهها إليك عضو مجلس الإدارة المنتدب، من أنك وحدك المسئول عن كل العمليات محل الاتهام، ومن أنه لم يوقع ورقة واحدة منها إلا بعد توقيعك؟
وروع يسري وخيل إليه أن ممثل النيابة يحاول أن يوقع بينه وبين الدكتور حامد ليعترف كلاهما، ونظر يسري إلى حامد نظرات متسائلة أشاح عنها حامد غير عابئ، فقال يسري: هو قال ذلك؟!
अज्ञात पृष्ठ