385

तैसीर तफ़्सीर

تيسير التفسير

शैलियों

قل سيروا فى الأرض فانظروا

[الروم: 42] فالسير فيه لأجل النظر بدليل فاء السببية فهى دليل فلا تحكم فى جعل السير فيه للإيجاب وفى المقام للإباحة، وعلى كل حال نهاهم عن سير الغافلين عن النظر، وأمرهم بتعرف أحوال الأمم الهلكى، والنظر نظر عين ليوصل إلى نظر القلب، أو المراد نظر القلب.

[6.12]

{ قل لمن ما فى السماوات والأرض } أى الأرضين، لمن أجزاؤها، وما حل فيهما، ومن خالق ذلك، ومن مالكه، ولا بد أن يقولوا ذلك لله عز وجل، كما قال

ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله

[الزمر: 38] وقال

ليقولن خلقهن العزيز العليم

[الزخرف: 9] لما كان ذلك حجة قاطعة لا يقدرون على التخلص منها وعدم الإقرار بها، ولا جواب لهم سواها، أمر الله جل وعلا رسوله أن يبادر إلى الإقرار بها فقال { قل لله } كما أنهم يقولون الله لا بد، أو يقال قل لله إن لم يقولوه، والأول أولى لأنهم قالوه في مواطن، وليس مما ينتظر جوابه لأنه متعين، بل هو مما يقال إن فلانا قاله ولم يقله، إذا كان لا بد من اعترافه بك، فلك أن تقول قل عنهم " لله " وقيل: الاية على أنه كأنهم تثاقلوا عن الجواب فأمره صلى الله عيه وسلم أن يجيب عنهم، وذلك أن الموجودات منها ما شوهد حدوثه، ومنها ما لم يشاهد حدثوه، والكل عليه أثر الحدوث من عجز وتركيب وحاجة وغير ذلك، ولا بد لها من صانع لأنها صنعة بديعة الإتقان، والحكيم لا يعبث، فإنما خلقها لعاقبة محمودة لمن لم يتخلف عنها وذلك يستدعي إرسال الرسل وأنزل الكتب تكليفا لعباده. وحببهم إلى نفسه وإلى الإذعان إلى الرسل بقوله { كتب } وعد وقضى { على نفسه الرحمة } تفضلا وإحسانا فى الدنيا والآخرة والدين على الناس كلهم، ومن ذلك تسهيل الشرع وإنزاله وبيانه ونصب الدلايل عليه والتوفيق إليه علما وعملا وإمهال الكافر، وفى الآية أطلاق النفس على الله بمعنى الذات، وهو جائز لهذه الآية ونحوها بلا مشاكلة،ولو وجدت المشاكلة فى قوله تعالى

تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك

[المائدة: 116] ودعوى تقدير المشاكلة هكذا، وكتب على أنفسكم الذنب، بعيد، فليس كما قيل لا يطلق على الله ولو بمعنى الذات إلا لمشاكلة وأنها لا تطلق إلا على الحيوان، أو إلا على غير الله عز وجل، والآية رد على من قال يجب على الله الأصلح والصلاح ولو بلا وعد، فإنه لا واجب على الله، ولكن لا يخلف الوعد والوعيد، فلا بد من وقوع ما قاله لأن إخلاقه نقص، لا لوجوب عليه، روى مسلم عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

अज्ञात पृष्ठ