إلى قولهما:
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي
ومنقذي من عذاب الله والألم
........................
فضلا ١ فقل يا زلة القدم
أي وإن لم تأخذ بيدي وتنقذني من عذاب الله فقل يا زلة القدم. أي فأنا خاسر
أو هالك، فهو كقول الأبوين: ﴿وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف:٢٣] . وقول نوح: ﴿وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ﴾ [هود:٤٧] . وقول بني إسرائيل: ﴿لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف:١٤٩] .
ثم أورد المعترض أشياء يستدل بها لقوله: ومنقذي من عذاب الله والألم.
وليس فيها ما يستأنس له به فضلا عن أن يكون حجة، وإنما أراد الإكثار من الكلام إيهاما للطغام.
وقد قدمنا جملة من شبهه حقيقتها نسبة المسبب إلى سببه منها قوله: ﴿فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ﴾ [القصص:١٥] . قال: مع أن القضاء من الله، يعني أن القضاء في هذا الموضع هو فعل الرب سبحانه الذي بمعنى التقدير كما يقال قضى الله كذا أي قدر كذا، وقد أخطأ في معنى هذه الكلمة، وإنما المراد بالقضاء في قوله ﴿فَقَضَى عَلَيْهِ﴾ القتل الذي هو فعل موسى لا فعل الرب، يقول فوكزه موسى فقضى عليه أي قتله. هذا هو المراد عند جميع المفسرين، تقول العرب: قضى فلان على فلان إذا قتله، ويقال قضى فلان أي مات.
وقوله ﷺ: "وأنا آخذ بحجزكم عن النار" ٢ المراد تحذيرهم عن الأعمال التي توجب غضب الرب وتورد النار.
_________
﴿١﴾ في "ط" " إلى قوله".
﴿٢﴾ تقدم تخريجه ص ٤٤.
1 / 59