============================================================
فإياك آن تغتر بقول الشيطان لك : ما لك ولهذا الطريق !! هذا الطريق قد مات أهله وما بقي منه إلأ العبارات، وأنت في زمان : القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر(1)، فتترك بسبب ذلك مجاهدة نفسك وعوالي الأمور ، وتصغى إلى قول إبليس [ عليه لعنة الله ] : إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه(2) .
فمن أصغى لمثل ذلك بردت همته، وانحل عزمه، وتتبع الرخص، وتناول الشبهات . فأظلم القلب، وجره ذلك إلى الوقوع في الحرام، فصار صديق الشيطان المطرود [ عليه لعنة الله]، واعرض عن المقصود، فهلك مع الهالكين .
فلو أصغى بسمعه إلى قوله تعالى : (يكأيها الذيربء امثوا أتقوا الله وكونوامع الصكدقيرب} ( سورة التوبة :[119/9 (1) هو من حديث النبى الذي أخرجه الترمذي في " الحامع الصحيح" ، كتاب الفتن، باب: (73)، برقم (2260)، عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله يللة : " يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر": و حديت غريب (2) هو من حديث التبى الذي أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى"، ح10/3، عن ابن عمر رضي الله عنهما.
पृष्ठ 55