ينبغي ان تتوب منه وقال له زرعة بن البرج (1)، أما والله يا علي لأن لم تدع تحكم الرجل في كتاب الله لأقاتلنك.
وهكذا نراهم بعد أن خيل لهم الاجتهاد أن يستجيبوا الى رفع المصاحف عادوا فاستبانوا أو بعضهم أنهم في استجابتهم كانوا مذنبين وأن على علي أن يتوب من ذنبه في متابعته لهم (2) وأمعن بهم التزمت حتى خرجوا على علي وحتى ظنوا الكفر بكل من لم يقل قولهم واستحلوا فيما يقول أكثر المؤرخين دماء المسلمين في الوقت الذي كان أحدهم يتورع عن التمرة يصادفها بين النخيل فلا يأكلها قبل أن يأذن صاحبها.
واجتمع الحكمان في موعدهما في رمضان عام 37 في دومة الجندل بين الكوفة والشام ، ودلل عمرو بن العاص على دهائه الواسع باستدراجه أبا موسى الأشعري الى القرار الدي قرراه معا بعزل الخليفتين ليختار المسلمون من يختارون ، ثم بتقديمه أبا موسى ليعلن هذا العزل وليعقب عليه فيقول «أيها الناس انه عزل عليا وأيدت معاوية» (3) وينفض المجلس لينتهي رسل معاوية الى الشام يسلمون عليه بالخلافة ، ويعود رسل علي إلى العراق يفصلون له خبر الخلع.
وتعقد الأمر على علي في العراق ، وأشار عليه أصحابه باستئناف القتال في الشام وأشار آخرون بالبدء بالخارجين «الخوارج» تفاديا من استفحال الأمر بين يديه فنزل على الرأي الأخير ، وأرسل نذره الى الخوارج فعاد إلى طاعته بعضهم
पृष्ठ 93