وأبى البعض الآخر وتحشدوا في النهروان ، فسار اليهم وقاتلهم حتى انهزموا (1).
ثم عاد يستنفر الناس للخروج الى الشام فتباطأوا وأعلنه بعضهم أن مواصلة الحروب أرهقت جهودهم بينما نشطت أعمال معاوية في الشام ومضت جيوشه تغز ومصر وأطرافا اخرى من الولايات التابعة لعلي.
** مكة بين علي ومعاوية :
وفي عام 39 ه انتدب علي عبد الله بن عباس ليتولى موسم الحج في مكة وبعث معاوية من ناحيته يزيد بن شجرة الرهاوي (2) في ثلاثة آلاف فارس ليقيم بالناس الحج ويأخذ له البيعة بها وينفي عنها قثم بن العباس عامل علي ، فلما أحس قثم بقربه استعد للقتال ، فلما وصل ابن شجرة قبل التروية بيومين وعلم باستعداد مكة لصده استدعى أبا سعيد الخدري وقال له : إني لا أريد الالحاد في الحرم واني أرى أن أعتزل الناس أناوقثم ويقيم الحج بهم من يختارون فوافقه قثم واختار الناس شيبة بن عثمان حاجب البيت فحج بهم ولما قضى الناس الحج عاد يزيد في جيشه الى الشام وترك مكة لقثم وقد ظلت كذلك الى أن استتب الأمر لمعاوية في بلاد الإسلام فأرسل من يتولى أمرها كما سيأتي.
وأهل عام «40 ه» وجيوش معاوية ماضية في عزيمتها تفتح الولايات التابعة لعلي وأخذ البيعة فيها لمعاوية حتى انتهى الأمر الى فتح المدينة ثم مكة ثم اليمن وظلت جيوش علي على تثاقلها في العراق وظل علي رضياللهعنه يقاسي من خلافها ما لا يحتمله إلا قوى صابر ولم يستطع بعد عناء شديد أن يستنفر إلا أقلية لا تصمد لحرب وقد وجهها الى اليمن فامتلكتها ثم مضت إلى مكة
पृष्ठ 94