الدهاء والكيد فأبوا أن يسمعوا وصاح صائحهم : لا يسعنا أن ندعى الى كتاب الله فنأبى فكانت معارضة أوحاها اجتهادهم وكانت مخالفة عانى من جرائها علي ما لم يعانه معاوية في جيشه الذي رباه على الطاعة العسكرية» (1).
* الأشعري وابن العاص
وعندما نزل علي على رأيهم وفوت على قائده الأشتر أغلى الفرص التي كان يتحينها استأنفوا معارضة أخرى في شأن من ينتدبونه عن العراق ليقابل عمرو ابن العاص مندوب الشام ، فقد كان من رأي علي أن ينتدب الأشتر قائده ليتكافأ الدهاء ، ولكن المتطوعين لا يعرفون الرضوخ ، وان ثقتهم في أبي موسى الأشعري الرجل الصالح المتدين المنحاز الى منتآه بعيدا عن معترك الحياة لا تعد لها ثقة اخرى ، وما كان في أصحاب علي من يعتقد في مرانة أبي موسى بالنسبة لصنوه ابن العاص ولكنها فكرة المتغلبين ولا بد من النزول عليها.
واجتمع المندوبان فقر را تسريح الجيشين الى أجل جعلوا مدته رمضان من ذلك العام 37 حيث يجتمعان في دومة الجندل بين العراق والشام ليقولا كلمتهما ، ويفصلا في الأمر بما يحكمان (2) وتفرق الجيشان فعاد معاوية إلى الشام ليستجم وجنده من عناء حرب كانت ستدور رحاها عليهم وآب علي بن ابي طالب الى العراق ليعاني من معارضة المتزمتين من جيشه ما يعاني ، قال له بعضهم تب من خطيئتك واذهب بنا الى عدونا حتى نقاتلهم فقال علي قد أردتكم على ذلك فأبيتم وقد كتبنا بيننا وبين القوم عهودا وقد قال الله تعالى ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ) فقال له حرقوص (3) ان معاهدتكما كانت ذنبا
पृष्ठ 92