وصلاح اقتنعوا بالدفاع عن مبدأ رأوه ، ولسنا بهذا نريد أن ننفي الدين والتقوى والصلاح عن جميع جيش معاوية وانما نريد أن نقول أن هذه الخصال كانت أوضح في جيش علي ، وان العسكرية بمعناها المعروف كانت أظهر في جيش معاوية.
ونريد بعد هذا أن نقول ان النافرين مع علي بعقائدهم كانوا يستوحون في مواقف الخلاف ما يؤدي إليه اجتهادهم في العقيدة فكان على علي رضياللهعنه أن يقنعهم في كل موقف بما قال الله وما قال الرسول ، ولهذا رأينا عليا كثير الخطابة كثير الاستشهاد بآيات القرآن ، ولكن المغالين منهم قد يجدون في بعض الآيات خلاف ما استشهد به فلا يلبثون أن يعارضوا ولا تلبث المعارضة أن تأخذ شكل التجمهر فينشب الخلاف وتكون الفتنة ، ولهذا كانت العسكرية بأوامرها التي لا تناقش في كل زمان عمدة السلطان وعدته في التغلب.
ونمضى بعد هذا في ساقة علي فنجده يكتب الى معاوية ليبايعه فيتلقى الرفض أو يقبل تقديم قتلة عثمان فيدرك علي أنه احراج لأن أموره التي لم تستتب لا تهيئه لمثل هذا العمل فيمضي في جيشه الى الشام ويستأنف رسله فلا يوفقون فيبدأ قتاله في أواخر عام 36 ه ويستمر فيه نشيطا الى منتصف عام 37 ه.
ويظهر جيش علي في بعض الجهات من الميدان وتبرز أبطاله في مواقفها وعندئذ يرى أصحاب الرأي في جيش معاوية أن يرفعوا المصاحف في وجه الجيش المتقدم (1) وأن ينادوا إلى كتاب الله ولا يراها أهل العراق حتى يلقوا سلاحهم مستجيبين. قال الرواة : فصاح بهم علي أن أمضوا فليس في هذا إلا
पृष्ठ 91