وحسن سياسته للأمور وقدرته على امتلاك النواصي وكان في بلاط معاوية ، وكم يحسن أن لا ننسى ان لمعاوية رضياللهعنه بلاطا ، له في الشام أبهته الخاصة ومظهره الفخم لأنه رحمه الله كان الأمير الذي لم يبن امارته على غرار الامارات في الحجاز في مظاهرها المتواضعة.
أقول وكان في بلاط معاوية من ساسة بني أمية من أخلصوا الود لأمويتهم كما أخلصوا لمعاوية زعيمهم كما أخلصوا لمبدئهم الذي اتفقوا عليه «انت يا معاوية لا تبايع عليا إلا إذا تسلمنا منه قتله عثمان» (1). وقتلة عثمان في رأي علي شائعون في جنده لم يقو سلطانه على حجزهم أو ادانتهم وهنا نرجو أن لا يفوتنا وقد جاء السياق على جند علي أن نعلق بشيء على نوع العلاقة التي تربط عليا رضياللهعنه بجنده فقد علمنا أن جند معاوية ألف طاعته وأسلس له قياده في أسلوب عسكري لا يناقش ، أما الأمر في جند علي فقد كان على العكس تماما.
يقول الأستاذ عبد الوهاب النجار في تاريخه عن الخلفاء : «إن عليا لم يكن القوي على جنده ، المالك لزمام عسكره ، الحذر لكل ما يخاف ، الواقف على ما يحدث» وكان خيرا في رأيي أن يقول ان جند علي لم يكونوا جنودا بالمعنى المعروف في عسكر معاوية يدينون بطاعة قائدهم ولا يناقشونها بل كان مجموعة هائلة متطوعة من أصحاب دين نفروا لنصرة إمامهم متطوعين وقراء خرجوا لأنهم وجدوا لأنفسهم في القرآن ما يدفعهم إلى الخروج ، وأصحاب تقوى
पृष्ठ 90