يتعلمون منه أن لا يشتطوا فيما يرون وأن تتسع آفاقهم لآراء مخالفيهم وأن ينظروا الى مواطن الخلاف بنظرة غيرهم إليه عسى أن تتقابل النظرات وتتقارب الاتجاهات.
تنسكت عائشة في المدينة على أثر ما حدث منقطعة للعبادة والصيام والاستغفار وبلغ من ندمها على ما سلف أنها كانت تتمنى لو ماتت قبل يوم الجمل بعشرين سنة نسأل الله أن يسعهم جميعا بعفوه وأن يهبهم لحسناتهم ورضي أعمالهم أنه غفور رحيم.
** ولاة مكة :
واستتب الأمر لعلي على أثر تسليم أصحاب الجمل في مكة والحجاز وبقية الأمصار إلا إذا استثنينا أمر الشام الذي سنلم بأموره فيما بعد ، وقد ظل علي في مقامه بالكوفة على رأس جيوشه بعد أن عهد بامارة مكة إلى أبي فتادة الأنصاري ثم عزله وولاها قثم بن العباس (1) وقثم بن العباس من رجالات قريش الهاشميين كان قد أخلص العمل لعلي في مكة وأحسن في سيرته مع جيرة بيت الله وبذل كثيرا في سبيل الاصلاح مما سنلم به في فصل «النواحي الاجتماعية» ولم يتفق لعلي أن يحج بالناس في عهد خلافته لاشتغاله بالحروب فحج بالناس سنة 37 عبد الله بن العباس وحج بهم في سنة 39 قثم ابن العباس.
** حركة معاوية :
عندما استتب الأمر لعلي في أهم أمصار الإسلام ظل الشام بقيادة معاوية خارجا على طاعته يعلن العصيان وأنه لا يبايع ما لم يتسلم معاوية قتلة عثمان ليقتلوا به (2) وفي الشام جند ألف طاعة قواده طاعة عسكرية قل أن يناقش فيها ، وعلى رأس هذا الجند معاوية وليس من يجهل تدبير معاوية
पृष्ठ 89