حلفاءها من بني بكر بالسلاح وظللوهم وسقوهم الماء فكان هذا الامداد نكثا للعهد وكان نقضا للاتفاق بدأت به قريش.
وأحس عظيم مكة أبو سفيان أنه أمام حدث جديد جاء نتيجة لنكث العهد ثم حملت اليه عيونه أن المدينة تجهز أمرها لحركة عظيمة فخف الى المدينة وهو يأمل أن يتلافى ما فات ولكن القضاء كان قد جرى بما سيكون.
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسير إلى مكة فأذن في الناس بالغزو وسار في جيوشه وهو يقول : «اللهم أضرب على آذانهم فلا يسمعوا حتى نبغتهم بغتة» وأخذ في السير حتى انتهى إلى مر الظهران (1) فخرج بو سفيان فيمن خرج من مكة يتجسس أخبارهم حتى وقع في أسرهم وسيق الى رسول الله فقال : ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله فقال : لو كان مع الله غيره لأغنى عني شيئا فقال : ويحك ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله فقال بأبي أنت وأمي أما هذه ففي النفس منها شيء ، قال العباس : فقلت ويلك تشهد شهادة الحق قبل أن تضرب عنقك فتشهد قال العباس : يا رسول الله اجعل له شيئا يكون به في قومه فقال رسول الله : «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل المسجد : فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن».
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بحبسه عند خطم الجبل حتى يمر به الجنود ثم أطلقه فأتى مكة مسرعا وصاح في المسجد : يا معشر قريش هذا محمد جاءكم بما لا قبل لكم به ، قالوا : فمه؟ قال : من دخل داري فهو آمن فقالوا : ويحك وما تغنى عنا دارك؟ قال ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن.
पृष्ठ 71