وأوصى النبي قواده بأن لا يقاتلوا إلا من قاتلهم إلا نفرا سماهم لهم وأمرهم بقتلهم وان وجدوا تحت أستار الكعبة كما أوصاهم ألا يجهزوا على جريح ولا يتبعوا مدبرا ولا يقتلوا أسيرا.
وتقدم جيش خالد بن الوليد فوجد الأحابيش (1) فاستل وفرقته سيوفهم حتى هزموهم وتقدم الزبير فتفرقت قريش تعتصم برؤوس الجبال وجاء أبو سفيان الى النبي صائحا : يا رسول الله أبيدت خضراء قريش ، لا قريش بعد اليوم.
فقال رسول الله من دخل دار أبي سفيان كان آمنا ، ومن دخل دار حكيم كان آمنا ، ومن أغلق بابه كان آمنا ، ومن ألقى السلاح كان آمنا (2).
وأغلق الناس أبوابهم وألقوا سلاحهم ، وغص المسجد وغصت دار أبي سفيان بطالبي الأمان ، ومضى موكب رسول الله الى المسجد ، فاستلم النبي الحجر ؛ ثم طاف بالكعبة ونادى في قريش «إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء ، الناس من آدم وآدم خلق من تراب ، ألا إن مكة حرام ما بين أخشبيها لم يحل لأحد من قبلي ولا يحل لأحد من بعدي ولم يحل لي إلا ساعة من نهار.
وقال العصامي (سمط النجوم العوالي): إنما سموا الأحابيش لعقدهم الحلف مع قريش عند جبل بأسفل مكة يقال له حبشي. (ج 1 ص 193).
पृष्ठ 72