============================================================
دراسة المؤلف السنيين والشيعيين وما كان لها من أثر في النهضة العلمية التي يتميز بها هذا العصر على الرغم مما انتاب العالم الإسلامي بوجه عام من تفكك وانحلال، وما أصاب الخلافة العباسية من وهن وضعف، ولو آن قيام هذه الدول قد ساعد على زيادة الشروة وكثرة العمران ثم على ازدهار العلم تبعا لذلك(1).
1 المسجد: كان المسجد أعظم معاهد الثقافة لدراسة القرآن، والحديث، والفقه، واللغة، وغيرها من العلوم وأصبح كثير من المساجد مراكز عامة للحركة العلمية وانصرف بعض فقراء المسلمين لطلب العلم في المسجد التبوي الشريف حيث بنى الرسول الصفة، وهي مكان مظلل في شمالي المسجد يأوي إليه فقراء المسلمين الذين حبسوا أنفسهم لطلب العلم(2).
وكان المسجد فوق اعتباره، مكان العبادة والمكان الذي يؤم فيه الخليفة الناس في الصلاة، مركزا لإدارة شؤون الدولة أو الولاية، وكان المنبر أشبه بالعرش يلقى منه بيان الخليفة لسياسة الدولة، ويلقي فيه خطبته الأولى ويبين فيها سياسته في الحكم، وفي المسجد ثذاع القرارات الهامة التي تتعلق بالصالح العام ويستقبل الخليفة الشعراء ويدبر شؤون الدولق والمسجد هذا المكان الذي يتخذه علماء التفسير والحديث مقرا لهم، وهو المعهد الذي يتلقى فيه الأطفال اللغة العربية وأصول الدين، وهو المكان الذي اتخذه منها الأعداء(2).
الكاف وكسر التاء) أو المكتب (بضم الميم وفتح الكاف وكسر التاء مع التشديد).
هو الذي يعلم التلميذ الكتابة ولم تكن هناك مكاتب خاصة يتلقى فيها التلاميذ العلوم الدينية بانتظام. بل كانوا يختلفون إلى المسجد، ولم تنشأ المدرسة قبل القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) .
وإن نظام الملك وزير السلطان ملكشاه السلجوقي (465- 485 ه) أسس المدرستين المشهورتين اللتين تعرفان باسمه في بغداد آو نيسابور، وتعرف كل منهما باسم المدرسة النظامية، كما أسس نظام الملك المدرسة الحنفية ببغداد (3).
(1) المصدر السابق 420/4.
(2) د. حسن إبراهيم حسن، تأريخ الإسلام 421/4.
(3) د. حسن إبراهيم حسن، تأريخ الإسلام 425/4.
पृष्ठ 9