============================================================
دراسة المؤلف أما القائم بأمر الله، كان ورغا عادلا كثير الرفق بالرعية له فضل وعناية بالأدب والإنشاء، وفي آيامه كانت فتنة البساسيري سنة 50) ه. وحديثها(1) كان البساسيرى مملوكا تركئا من مماليك بهاء الدولة بن عضد الدولة، تقلبت به الأمور حتى بلغ هذا المقام المشهور واسمه أرسلان وهو منسوب إلى بسا مدينة بفارس(4) وهي فتنة مدارها بين طغرلبك والبساسيري، وخمل رأسه إلى دار الخلافة سنة 51) ه غسل ونظف وجعل على قناة وطيف به وصلب قبالة باب النوبي(2). فعاشت بغداد ظروفا قاسية اقتصاديا واجتماعيا. فكانت الأزمة المالية بسبب خراب الأراضي الزراعية وظهور الإقطاع العسكري الذي سار عليه البويهيون وكثرة الضرائب التي أثقلت السكان، واضطراب الأمن لكثرة ثورات الجند بغية زيادة مرتباتهم، وازدياد نشاط الشطار والعيارين الذين استغلوا ضعف السلطة للقيام بأعمال السلب والنهب، ومما زاد الطين بلة قيام البويهيين بتشجيع الخلافات المذهبية بين السئة والشيعة ببغداد، وضرب عناصر الجيش من الترك والديلم ببعضهم من ناحية أخرى(2).
ينبغي الاعتراف بالدور الإيجابي للسلاطين السلاجقة الثلاثة (طغرلبك، وألب أرسلان، وملكشاه) في حماية الخلافة العباسية من السقوط على يد الفاطميين، وفي رعايتهم العلوم والآداب والفنون بتألق اسم وزيرهم نظام الملك مؤسس المدارس النظامية ببغداد ونيسابور وغيرهما، تلك المدارس التي أسهمت في إنعاش دراسة العلوم الشرعية في العراق والمشرق(4).
2 - الحالة الفكرية نشطت الحركة الفكرية وراجت الثقافة وزخر بلاط هذه الدولة بالعلماء والشعراء والأدباء وغيرهم(5)، أضف إلى ذلك ظهور كثير من الفرق التي اتخذت الثقافة والعلم وسيلة لتحقيق أغراضها السياسية وخير مثل لذلك هذه الآثار التي خلفها العلماء من (1) ابن الاثير الجزري، الكامل في التاريخ 8/ 347. أبو الفداء إسماعيل بن علي السلطان الملك المؤيد عماد الدين بن الأفضل بن المظفر بن المنصور (ت 732 ه)، التبر المسبوك في تواريخ الملوك تقديم د. محمد زيهم محمد عزب، مكتية الثقافة الدينية 1415 ه- 1995م، ص (53 (2) ابن الأثير الجزري، الكامل في التاريخ 347/8.
(3) عبد العزيز الدوري، دراسات في العصور العباسية المتأخرة.
(4) عبد المنعم محمد حسنين، سلاجقة إيران والعراق. وحسن ايراهيم حسن، تأريخ الإسلام 1/4 (5) د. حن إبراهيم حسن، تأريخ الإسلام 420/4.
पृष्ठ 8