============================================================
دراسة المؤلف مكانة بغداد الفكرية: فأما مكانة بغداد الفكرية فان تأريخ بغداد للخطيب يمكس مدى نشاط المحدثين فيها، فكان منها أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، في القرن الثالث، والدارقطني في القرن الرابع وأبو بكر البرقاني وأبو القاسم الأزهري والخطيب البغدادي في القرن الخامس، لذلك قصدها طلاب الحديث من أقاصي المشرق والمغرب.
كانت الحركة الفكرية - عامة - مزدهرة ببغداد ومما ساعد على ازدهارها وجود المكتبات العامة والمدارس.
ومن المكتبات الهامة التي كان الطلاب يرتادونها دار علم الشريف الرضى (ت 406 ها. ودار العلم بالكرخ التي أنشأها الوزير البويهي سابور بن أردشير (ت 416 ه) فلما احترقت سنة (447 ها عند دخول السلاجقة بغداد أوقف غرس النعمة الصابىء (ت 48 هسا مكتبته التي قيل إنها ضمت ألف كتاب، وقيل أربعة آلاف مجلد(1). أما المدارس التي غرفت في بغداد فهناك المدارس الخاصة بالفقه أو علوم القرآن أو الحديث منذ أواخر القرن الثالث الهجري، وكانت هذه المدارس تتخذ من المساجد مكاثا لها، وقد انتشرت مدارس المساجد في القرن الخامس الهجري، وتوازعتها المذاهب الفقهية الثلاثة: الحنفي، والشافعي، والحنبلي وتتميز هذه المدارس عن الحلقات العلمية التي كان العلماء يعقدونها حول أساطين الجوامع بأنها اكثر تنظيما واختصاضا، وقد بلغ عدد المدارس ببغداد في عصر الخطيب سع عشرة مدرسة منها خمس مدارس للحتفية، وسبع مدارس للشافعية، وسبع مدارس للحنابلة (2).
أنشئت في عهد ألب أرسلان السلطان السلجوقي مدرسة أبي حنيفة سنة 457 ه التي أصبحت آبرز المؤسسات التعليمية عند الحنفية، وقد الحقت بها خزانة كتب سنة 459 ه. وقد ضارعت المدرسة النظامية في أهميتها رغم أن المصادر تكلمت عن النظامية اكثر لاعتبارات شتى سياسية وإدارية مما جعل شهرتها تطغى على مؤسسات العلم الأخرى المعاصرة التي ضحل ذكرها بسبب مكوت المصادر عنها(2).
(1) تاجي معروف، أصالة الحضارة العربية، ص 456.
(2) جورج مقدسي، مؤسسات العلم الاسلامية ببغداد، مجلة الأبحات، 305/3 -309.
(3) المصدر السابق.
पृष्ठ 10