خرج من الغزل إلى هجو الحارث بن هشام وهو أخو أبى جهل، أسلم يوم الفتح وحسن إسلامه، ومات يوم اليرموك، ومن لطيف الاستدراك قوله:
إذا ما اتقى الله الفتى وأطاعه * فليس به بأس وإن كان ذا جرم (وجاءونا بهم سكر علينا * فأجلى اليوم والسكران صاحي) في سورة هود عند قوله تعالى (مجريها ومرساها) على تقدير أن تكون جملة من مبتدأ وخبر مقتضبة: أي باسم الله إجراؤها وإرساؤها، ومعنى مقتضبة أن نوحا عليه السلام أمرهم بالركوب ثم أخبرهم بأن مجريها ومرساها بذكر الله تعالى أو بأمره وقدرته، ويحتمل أن تكون غير مقتضبة بأن تكون في موضع الحال كقوله: فجاءونا بهم سكر علينا. فلا يكون كلاما برأسه بل فضلة من فضلات الكلام أول، وانتصاب هذه الحال عن ضمير الفلك كأنه قيل: اركبوا فيها مجراة ومرساة باسم الله بمعنى التقدير كقوله (ادخلوها خالدين) والسكر بمعنى السكر من سكر سكرا وسكرا نحو رشد رشدا ورشدا، وسكر مبتدأ وبهم خبره والجار في علينا متعلق بسكر أو سكر علينا واقع موقع الحال. يقول: جاءونا بهم والحال أن علينا السكر، وأجلى بمعنى جلا: أي انكشف: أي كان القوم في سكر وحيرة، واليوم من غيبتهم في ظلمة، فلما جاءونا بهم انجابت الظلمة من وجه اليوم وصحا السكران من سكرته وحيرته، كأنه قيل: جاءونا غضابا علينا فانكشف اليوم وهم صاحون عن سكر الغضب، يريد أنا غلبناهم وهزمناهم (مررنا فقلنا إيه سلم فسلمت * كما أكتل البرق الغمام اللوائح) البيت الذي الرمة. في سورة هود عند قوله تعالى (فقالوا سلاما قال سلام) أي أمركم سلام، وقرئ فقالوا سلما، وقيل سلم وسلام كحرم وحرام بكسر السين وعليه قوله: مررنا فقلنا الخ. أكتل الغمام بالبرق: أي لمع.
إيه اسم فعل مبنى على الكسر بمعنى حدث، وقيل معناه: زد، فإذا قصدت التنكير نونت فقلت إيه حديثا، ومعناه: قلنا حدثني واستأنسي فأمرنا سلم: أي نحن سالمون مؤانسون فسلمت علينا واستأنست مثل البرق اللامع، وقدم إيه على السلام للاهتمام.
(وأنت من الغوائل حين ترمى * وعن ذم الرجال بمنتزاح) قال في الصحاح: البيت لأبى هرمة يرثى ابنه في سورة يوسف عند قوله تعالى (وأعتدت لهن متكأ) قرأ الحسن متكأ بالمد كأنه مفتعال، ونحوه في الإشباع ينباع بمعنى ينبع، ومن الإشباع قوله:
أعوذ بالله من العقراب * الشائلات عقد الأذناب - أي العقرب (فأهدت متكة لبنى أبيها * تخب بها العثمثة الوقاح) في سورة يوسف عند قوله تعالى (وأعتدت لهن متكأ) على قراءة متكأ بضم الميم وسكون التاء وقصر الكاف.
والمتك: الأترج. لبنى أبيها: أي لإخوتها. والعثمثمة: الناقة الصلبة. والوقح: شدة الحافر، وكانت أهدت أترجة على ناقة، وكأنها الأترجة التي ذكرها أبو داود في سننه أنها شقت نصفين وحملا كالعدلين على جمل.
(ليبك يزيد ضارع لخصومة * ومختبط مما تطيح الطوائح) هو لضرار بن نهشل يرثى يزيد بن نهشل.
في سورة الحجر عند قوله تعالى (وأرسلنا الرياح لواقح) فيه قولان: أحدهما أن الريح لاقح إذا جاءت بخير
पृष्ठ 361