والطريقة الثالثة طريقة المحبة ، وهي أقرب الطرق وأصعبها ، وهي أن يجتهد المرء في حضور قلبه مع الله [41/ج] لذكره إليه ، وذكر الآية وصفاته ، وعظم لطفه ورحمته لخلقه ، وخوفه من بعده عنه ، ومتى ذكر غير الله وحضر في قلبه ذكر غيره اجتهد في خلائه حتى يكون الله هو الحاضر في ذكر قلبه ، فهو مشغول بذلك فلا يتعرض له رياء ، ولا إعجاب ، ولا شيء مما يشتغل بتجريده صاحب الطريقة الثانية حتى يكون الله هو المتولي عقله ولسانه ويده وبصره وسمعه ، كما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - محكي عن الله تعالى أنه قال : " لا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل ، فإذا تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ، فإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ، فإذا أتاني يمشي أتيته أهرول (¬1) ، حتى أكون سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ولسانه التي ينطق بها ، ويده التي يبطش بها (¬2) " .
[طرق الفنى بالحضرات الإلهية]
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في (81- كتاب الرقاق 38- باب التواضع ) ص1160 -1161 ، رقم 6502 ، و أحمد ص752 ، رقم 10627 ، و البيهقي (10/219) ، و الطبراني في الكبير (8/206) رقم 7833 .
(¬2) الشطر الثاني أخرجه البخاري في (97- كتاب التوحيد 15- باب قول الله تعالى : " و يحذركم الله نفسه " ص1314، رقم 7405 ، و مسلم في صحيحه (48- كتاب الذكر و الدعاء و التوبة و الاستغفار10- الحث على ذكر الله ) ص1136 ، رقم 2675 ، و الترمذي (19- كتاب الدعوات 134- في حسن الظن بالله عزوجل ) ص953 ، رقم 3603 ، و ابن ماجه في 23- كتاب الأدب 58- باب فضل العمل ) ص643 ، رقم 3821 ، و أحمد ص804 رقم 11381 ، و الحاكم في المستدرك (4/275) ، رقم 7624، و أبو يعلى (6/29) رقم 3269 .
पृष्ठ 76