ومحمود شيخ البخاري هذا: ابن غيلان، وقد تفرد بهذه الزيادة، أعني الصلاة عليه، فقد رواه أبو داود ١، عن محمد بن المتوكل والحسن بن علي. والترمذي ٢ عن الحسن علي، والنسائي ٣ (عن) محمد بن رافع، (...) ٤، ونوح بن حبيب. وأخرجه البيهقي ٥ من طريق أحمد بن منصور الرمادي، كلهم عن عبد الرزاق بسنده، وكلهم قالوا فيه "ولم يصل رسول الله ﷺ، عكس ما قاله محمود بن غيلان ٦، وقد حكم البيهقي على محمود بالخطأ ٧. وإخراج البخاري له من طريقه بهذا اللفظ عجيب، إذ كيف يخفى عليه مثل هذا، وقد قال عقيب سياقه حديث محمود: "لم يقل يونس ٨، وابن جريج ٩ عن الزهري: "فصلى عليه؟ "، قلت: وقد رواه مسلم أيضا عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر وابن جريج، ومن حديث ابن ١٠ وهيب، عن يونس ثلاثتهم عن ابن شهاب، ولم يسق متنه، بل أحاله على حديث أبي هريرة قبله، وليس فيه ذكر صلاة ١١، والذين ذكروها (من) ١٢ أصحاب عبد الرزاق قالوا: إنه لم يصل وخالفهم محمود بن غيلان بإثباتها، فروايته شاذة جدا، ويذل لذلك أيضا ما في صحيح مسلم ١٣، وسنن أبي داود ١٤ وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري في قصة ماعز، قال: "فما استغفر له، ولا سبه"، وعند مسلم ١٥ أيضا في حديث سليمان بن بريدة، عن أبيه ﵁ قال: "فأمر به فرجم، فكان الناس فرقتين، قائل يقول: لقد هلك، لقد
_________
١ سنن أبي داود ٤/٥٨١،٥٨٢.
٢ جامع الترمذي ٤/٣٦،٣٧.
٣ سنن النسائي ٤/٦٢،٦٣. وفي الأصل: (و)، ورواية محمد بن رافع في الكبرى. انظر (تحفة الأشراف ٢/٣٩٤) .
٤ ما بين القوسين لم يتضح لي قراءته، غالب ظني أنه (ومحمد بن يحيى)؛ لأنه هو ومحمد بن رافع ونوح بن حبيب، ثلاثتهم عن عبد الرزاق عند النسائي في الكبرى. انظر: (تحفة الأشراف ٢/٣٩٤) .
٥ سنن البيهقي ٨/٢١٨.
٦ قال الحافظ: "وخالفه محمد بن يحيى الذهلي وجماعة عن عبد الرزاق فقالوا في آخره: "ولم يصل عليه". قال المنذري في حاشية السنن ٤/٣٢١: "رواه ثمانية أنفس عن عبد الرزاق، فلم يذكروا قوله: "وصلى عليه". وذكر التخريج الذي ذكره المصنف. (الفتح ١٢/١٣٠) .
٧ سنن البيهقي ٨/٢١٨.
٨ قال الحافظ: "أما رواية يونس فوصلها المصنف ﵀ يعني البخاري ٨/٢١. (الفتح ١٢/١٣٠) .
٩ قال الحافظ: "وأما رواية ابن جريج فوصلها مسلم مقرونة برواية معمر ٣/١٣١٨، (الفتح ١٢/١٣٠) .
١٠ ١٢/ب.
١١ م ٣/١٣١٨.
١٢ في الأصل: "في".
١٣ قاله في آخر حديث الطول ٣/١٣٢٠،١٣٢١.
١٤ سنن أبي داود ٤/٥٨٢،٥٨٣.
١٥ م ٣/١٣٢١،١٣٢٢.
1 / 76