306

============================================================

الشهيد شح معالم العدل والتوحيل مثلا لبعض الألوان أو مضادا، ولما بطل ذلك في حقه استحال كونه مرئيا. وهذا فاسد لوجهين: أما أولا فلأنهم لم يزيدوا فيما ذكروا على مجرد الدعوى من غير إقامة برهان على ما ادعوه، اللهم إلا أن يقولوا: لم نجد بيننا مقصورا على حاسة واحدة في الإدراك إلا متماثلا أو متضادا، كان ذلك تعويلا على الوجود، وإنه باطل.

وأما ثانيا فهذا ينبني على أنه لو رئى لوجب أن يكون من جنس المرثيات، وقد مر إبطاله فيما تقدم.

الرابع لو جاز تعلق الرؤية بالله تعالى لجاز أن تتعلق به سائر الإدراكات.

فيلزم أن يكون الله تعالى مسموعا مذوقا ملموسا، ولما بطل ذلك بضرورة العقل فهكذا رويته أيضا، وهذا ضعيف من وجهين: أما أولا فإن هذا قد التزموه فلا معنى لالزامهم إياه.

و أما ثانيا فالذي يبطل بضرورة العقل أن يكون تعالى من جنس الأصوات والروائح والطعوم، فأما إذا قالوا إنه تعالى يدرك بهذه الإدراكات ولا يلزم أن يكون من جنس هذه المدركات، فلا بد من إقامة دليل على بطلان قولهم، كما أنهم إذا قالوا بصحة رؤيته لم يقولوا انه من جنس المرئيات.

القول في شبههم: ومنها عقلية. ومنها سمعية.

أما العقلية فأربع:

पृष्ठ 306