307

============================================================

الشهيد شح معالم العدل والنوحيل الأولى قالوا: إنا نرى الجواهر والألوان مشتركة في صحة كونها مرئية، فهذه الصحة لا بد لها من علة، فإن المعدومات لا يصح أن تكون مرئية، وهذه الموجودات من الجواهر والألوان يصح أن تكون مرئية، فلا بد من أمر لأجله صح في هذه الموجودات أن تكون مرئية، وإلا لم يكن حصول هذه الصحة هذه الموجودات أولى من حصوها للمعدومات، فوجب تعليل هذه الصحة، ولا يمكن تعليل هذه الصحة بخصوصية تحيز الجوهر وهيئة اللون؛ لأن هذا يوجب تعليل الأحكام المتساوية بالعلل المختلفة، وإنه محال، فلا بد من تعليل هذه الصحة بأمر مشترك، ولا شيء تشترك فيه الأجسام والأعراض إلا الوجود والحدوث، والتعليل بالحدوث باطل؛ لأنه عبارة عن وجود مرتب على عدم، ولا يمكن كون العدم جزءا من العلة، وإذا سقط العدم عن درجة الاعتبار لم يبق إلا الوجود والوجود مشترك بين القديم تعالى وبين سائر المرئيات، فيجب آن تصح رؤيته وهو المطلوب.

والجواب من أوجه ثلاثة: الأول أنا نسلم أنه لا بد لهذه الصحة من علة، ولكن نقول: إن الصحة في رؤية الجوهر واللون معللة بتحيز الجوهر وهيئة اللون، قوله يلزم منه تعليل الأحكام المتساوية بالعلل المختلفة، فنقول: هذا جائز، ويدل عليه وجوه: أما أولا فلأنكم قد عللتم كون الأشياء مرئية بالوجود، فبماذا تعللون صحة كونها موجودة، فإن عللتموها بخصوصية حقائقها فقد عللتم الأحكام المتساوية بالعلل المختلفة، وان قلتم إن صحة كون الأشياء موجودة ليس أمرا ثبوتيا وإنما هو أمر إضافي، فكذلك نقول: ليس صحة كون الأشياء مرئية أمرا ثبوتيا وإنما هو أمر إضافي.

पृष्ठ 307