الوداع فإذا فرغت من رميها في اليوم الثالث أو الثاني إن أردت أن تعجل في يومين فرح مع الناس إلى مكة فأقم بها ما بدا لك ، وأكثر من الطواف ، فإذا أردت الخروج من مكة فائت البيت وطف به سبعة أشواط ، ثم تصلي ركعتين ثم ائت زمزم واشرب من مائها وصب على رأسك ، وقل كما وصفت لك عند العمرة ، ثم ارجع فقم بين الباب والحجر الأسود واعتمد بيدك اليمنى على أسكفة الباب حيث تبلغ يدك ، ويدك اليسرى قابضة أستار الكعبة وادع بما فتح الله لك من الدعاء ، وقل عند ذلك : اللهم لك حججنا وبك آمنا ولك أسلمنا وعليك توكلنا وبك وثقنا و إياك دعونا فتقبل نسكنا واغفر ذنوبنا واستعملنا لطاعتك ، اللهم إنا نستودعك ديننا وإيماننا وسرائرنأ وخواتم أعمالنا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم اللهم اقلبنا منقلب المدركين رجاءهم ، المحطوطة خطاياهم ، الممحاة إساءتهم المطهرة قلوبهم ، منقلب من لا يعصي لك بعدها أمرا ولا يحمل وزرا ، منقلب من عمرت بذكرك لسانه ، وزكيت بزكاتك نفسه ، ودمعت من مخافتك عيناه ، اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك حملتني على دابتك وسيرتني في بلدك فقد أقدمتني حرمك وأمنك فقد رجوت بحسن ظني أن تكون قد غفرت لي فازدد عني رضا وقربني إليك زلفى وإن كنت لم تغفر لي فمن الآن علي قبل أن تباعدني عن بيتك ، وهذا أوان انصرافي غير راغب عنك ولا عن بيتك ولا مستبدل بك ولا ببيتك ، اللهم لا تجعل هذا آخر العهد مني عن بيتك الحرام فاغفر لي وارحمني إنك أنت أرحم الراحمين ولا تنزع رحمتك مني ، اللهم إذا أقدمتني إلى أهلي فاكفني مؤنتي ومؤنة عيالي و مؤنة خلقك فإنك أولى بخلقك مني ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء النظر في الأهل و المال والولد . تائبون عابدون لربنا حامدون وإلى ربنا راغبون وإنا إلى ربنا لمنقلبون . وأخرج إذا ودعت ولا تبع ولا تشتر بعد الوداع ، وتمر وأنت محزون على فراق البيت والله أعلم .
المقصد الخامس : في الجهاد
पृष्ठ 74