الْوَجْه الرَّابِع أَن التَّأْوِيل حكم على الله ﷿ بِمَا لَا يُعلمهُ المتأول وَتَفْسِير مُرَاده بِمَا لَا يعلم أَنه أَرَادَهُ
فَإِن أَكثر مَا عِنْد المتأول أَن هَذِه اللَّفْظَة تحْتَمل هَذَا الْمَعْنى فِي اللُّغَة وَلَيْسَ يلْزم من مُجَرّد إحتمال اللَّفْظ للمعنى أَن يكون مرَادا بِهِ فَإِنَّهُ كَمَا يحْتَمل هَذَا الْمَعْنى يحْتَمل غَيره وَقد يحْتَمل مَعَاني أخر لَا يعلمهَا
وَلَيْسَ لَهُ إحاطة بِمُقْتَضى اللُّغَات لَا سِيمَا الْمُتَكَلِّمين فَإِنَّهُم بعداء من معرفَة اللُّغَات والعلوم النافعة
وَقد حرم الله تَعَالَى عَلَيْهِ القَوْل بِغَيْر علم فَقَالَ تَعَالَى ﴿قل إِنَّمَا حرم رَبِّي الْفَوَاحِش مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن وَالْإِثْم وَالْبَغي بِغَيْر الْحق وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّه مَا لم ينزل بِهِ سُلْطَانا وَأَن تَقولُوا على الله مَا لَا تعلمُونَ﴾
الْوَجْه الْخَامِس أَن التَّأْوِيل حدث فِي الدّين
فَإِن الْحَدث كل قَول فِي الدّين مَاتَت الصَّحَابَة ﵃ على السُّكُوت عَنهُ
وَالْحَدَث فِي الدّين هُوَ الْبِدْعَة الَّتِي حذرناها نَبينَا ﷺ وَأخْبرنَا أَنَّهَا شَرّ الْأُمُور فَقَالَ ﵊ شَرّ الْأُمُور محدثاتها
وَقَالَ ﷺ عَلَيْكُم بِسنتي وَسنة الْخُلَفَاء الرَّاشِدين المهديين من بعدِي عضوا عَلَيْهَا بالنواجذ وَإِيَّاكُم ومحدثات الْأُمُور فَإِن كل محدثة بِدعَة وكل بِدعَة ضَلَالَة والمتأول تَارِك لسنة رَسُول الله ﷺ وَسنة الْخُلَفَاء الرَّاشِدين وَهُوَ مُحدث مُبْتَدع ضال بِحكم الْخَبَر الْمَذْكُور
الْوَجْه السَّادِس أَن التَّأْوِيل تكلّف وحمق وتنطع وَكَلَام بِالْجَهْلِ وَتعرض للخطر فِيمَا لَا تَدْعُو إِلَيْهِ حَاجَة
فَإِنَّهُ لَا حَاجَة لنا إِلَى علم معنى مَا أَرَادَ الله تَعَالَى من صِفَاته جلّ وَعز فَإِنَّهُ لَا يُرَاد مِنْهَا عمل وَلَا يتَعَلَّق بهَا
1 / 51