============================================================
اشتقاقه من هاس يهوس إذا دق، فعدلوا به إلى الياء ليوافق لفظة أليس. وقد نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ألفاظ راعى فيها حكم الموازنة وتعديل المقارتة، قروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال للنساء المتبرزات في العيد:1 اوجعن مازورات غير مأجورات" وقال في عوذته للحسن والحسين كرم الله وجههما: اعيذكما بكلمات الله التامةمن كل شيطانوهامة ومن كل عين لامة1)، والأصل في مأورات: موزورات لاشتقاقها من الوزر، كما أن الأصل في لامة: ملمة لأنها فاعل من ألمت، إلا أنه عليه الصلاة والسلام قصد أن يعادل بلفظ مأزورات لفظ مأجورات، وأن يوازن بلفظ لامة لفظتي تامة وهامة. ومثله قوله عليه السلام:" من حفنا أو رفنا فليقتصر11، أي من خدمنا أو أطعمنا، وكان الأصل أتحفنا، فأتبع حفنا رفنا. ويروى في قضايا علي رضي الله عنه أنه قضى في القارصة والقامصة والواقصة بالية أثلاثا، وتفسيره أن ثلاث جوار ركبت إحداهن الأخرى، فقرصت الثالثة المركوبة فقمصت، فسقطت الراكبة ووقصت، فقضي للتي ؤقصت أي اندق عنقها، بثلثي الدية على صاحبتيها، وأسقط الثلث باشتراك فغلها فيما أفضى إلى وقصها، لا والواقصة هنا بمعنى الموقوصة، وأنشد الفراء في هذا النوع: [البسيط] قاك أخبيةولاج أبوبة يخلطبالجدمنهالبر واللينا7(1) وإنما كان هذا الموضع واضحا ؛ لأن ابن منظور وعد في باب (حدث) بذكرها، ولفظه هناك:7 يقولون: قدحدث أمر بضم الدال من (حدث)، مقايسة على ضمها في قولهم: أخذه ما قذم وما حدث، فيحرفون هذه الكلمة ويخطئون في المقايسة ؛ لأن اصل هذه الكلمة جاء على (فعل)، وإنما ضمت الدال من (حدث) حين قرن بقدم لأجل المجاورة والمحافظة على الموازنة، فإذا أفردت لفظة (حدث) زال السبب الذي اوجب ضم دالها فردت إلى أصل حركتها. وقد نطقت العرب بعدة ألفاظ غيرت م بانيها لأجل الازدواج وأعادتها إلى أصولها عند الانفراد، فقالوا: الغدايا والعشايا اذاقرنوا بينهما، فإن أفردوا الغدايا ردوها إلى أصلها وقالوا: الغدوات، وأشباهها (1) الدرة (و) ص 30-31، والدرة (ض)66 -67، والدرة(ك) 52-51. .
3
पृष्ठ 38