============================================================
و من أمثلة ذلك أيضا ما ذكره الحريري في الدرة حيث يقول: 8 ويقولون للعليل: هو معلول، فيخطئون فيه ؛ لأن المعلول هو الذي سقى العلل، وهو الشرب الثاني: والفعل منه عللته، فأما المفعول من العلة فهو معل، وقد أعله الله تعالى. ونظيره قولهم: أعطني على المقلول كذاوكذا، يمنون بالمقلول القل أو القلة، ولا وجه لهذا الكلام البتة؛ لأن المقلول في اللغة هو الذي ضربت قلته وهي أعلاه، كما يكنبى في العاريض عمن ضربت ركبته بالمركوب، وعمن قطع شرره بالمسرور، وعمن قطع ذكره بالمذكور... ويقولون في مثله: ما لي فيه منفوع ولا منفعة، فيغلطون فيه لأن المنفوع من أوصل إليه النفع، والصواب أن يقال: ما لي فيه نفع ولا منفعة، فإن توهم متوهم أنه مماجاء على المصدر فقدوهم فيه؛ لأنه لم يجئمن المصادر على وزن مفعول الأسماء قليلة، وهي: الميسور والمعسور بمعنى اليشر والعشر، وقولهم: ماله معقول ولا مجلود أي ليس له عقل ولاجلد، وقولهم: حلفمحلوفا، وقدألحق به قوم: الفتون، واحتجوا بقوله تعالى: ( يأييكم المفتون()) [سورة القلم:6/68) أي الفتون، و قيل بل هو مفعول والباء زائدة وتقديره: أيكم المفتون11(1) .
فقد ذكر ابن منظور لفظ (معلول) في باب (علل)، بينما أهمل باقي الألقاظ، مع ما فيها من فائدة واضحة.
ومن المواضع الظاهرة التي سقطت من ابن منظور قول الحريري في الدرة: 1) وقد نطقت العرب بعدة ألفاظ غيرت مبانيها لأجل الازدواج، وأعادتها إلى أصولها عند الانفراد، فقالوا: الغدايا والعشايا إذا قرنوا بينهما، فإن أفردوا الغدايا ردوها إلى أصلها فقالوا: الغدوات، وقالوا: هنأني الشيء ومرأني الشيء، فإن أفردوا مرأني قالوا: أمرأني، وقالوا: فعلت به ما ساءه وناءه، فإن أفردوا قالوا: أناءه، وقالواأيضا: وهو رجس نجس، فإن أفردوالفظة نجس ردوها إلى أصلها فقالوا: نجس، كما قال سبحانه وتعالى: (إئما المشركوبتجس) (سورةالتوبة:28/9]، وكذلك قالوا لشجاع الذي لا يزايل مكانه: أهيس أليس، والأصل في الأهيس: الأهوس (1) الدرة (و) 101، والدرة (ض) 223، والبرة(ك) 165.
35
पृष्ठ 37