============================================================
امية، وهناك أكثر من شاهد على ذلك، فالخط ليس خط رجل يكتب لغيره، بل هو يكتب لنفسه، وفي المخطوط عدة مواضع غير مستقيمة (1)، لم تكن لتمر على رجل يخيرته وحنكته في التهذيب والاختصار، كما أن خط ابن منظور فيه ليس الخط المعتاد له، وإن كان يمكن تعليل ذلك بكبر سنه آنذاك (توفي ابن منظور عام 11لاه).
وقد كان لابن منظور غرضان أساسيان من تهذيب درة الغواص، أبان عنهما في مقدمة كتابه، حيث يقول عن الحريري صاحب الدرة:1 غير أنه وضعه بغير تبويب، وتركه على غير ترتيب، فضاع فيه المطالع واشتبهت عليه المطالع، وقد رتبته أنا على حروف المعجم؟ ليسهل الكشف فيه عما يستعجم، وسميته: تهذيب الخواص من درة الفواص، والله المستعان وعليه التكلان. وذكر الحريري في أثناء كلامه ومآخذه فوائد لايحسن أن توردغير مجموعة، ولاتبقى بهجتها عليها إن وضعت على غيرماهي عليه موضوعة، فأفردت لها في آخر كتاب هذا بابا نظشت فيه جوهرها ورصعت فيه ررها، ولم أترك من الكتاب إلا إما تعليل لغة فهي في الكتب مبسوطة، أو حكاية ليست بهذا الغرض منوطة".
فالغرض الأول لابن منظور هو التبويب، والترتيب ؟ ليسهل مطالعة مواد الكتاب. أما الغرض الثاني فهو التهذيب والاختصار، والتخفف من المسائل البسوطة في الدرة وتوجد في الكتب الأخرى، أو تلك المسائل التي لا تتصل إلى ل موضوع الكتاب الأساسي بسبب.
ولابن منظور غرض ثالث، وهو التعقيب على الحريري في بعض المسائل التي خالف فيها جمهور اللغورين والنحاة، وإنما لم يشرفي مقدمته إلى هذا الغرض ؛ لأنه يندرج عنده تحت مفهوم (التهذيب)، وليس أمرا مستقلا بذاته، فالتهذيب عند ابن منظور لا يرادف الاختصار، وإنما هو اختصار مشروط بالبيان والوضوح، ولوكان (1) انظر ما سيأتي بعد سطور قليلة، في المواضع التي وضعها ابن منظور في غير موضعهاء 21
पृष्ठ 23