============================================================
لاح لاجي و نهج ابن منظورفي كتاب تهذيب الخواص من درة الغواص يقول الحافظ ابن حجر عن ابن منظور: كان مغرى باختتصار كتب الأدب المطولة وكان لا يمل من ذلك، وقال عنه الصفدي: لا أعرف في الأدب وغيره كتابا مطولأ الا وقد اختصره (1). فنحن إذا أمام رجل له باع في الاختصار والتهذيب، وما لنا ذهب بعيدا، فبين أيدينا (لسان العرب) ذلك السفر الكبير الذي اشتهر به ابن منظور، فهولا يعدو كونه تهذيبا وترتيبا للمعاجم التي حواها.
وبين أيدينا نموذج آخر لاختصارات ابن منظور، هو تهذيب وترتيب كتاب (درة الغواص) للحريري، والذي وضع له ابن منظور عنوانا هو (تهذيب الخواص من درة الغواص). ومما لا شك فيه أن ابن منظور وضع هذا التهذيب في فترة متأخرة، بعد انتهائه من (لسان العرب) بمدة، فقد انتهى من اللسان في ذي الحجة 689 ه في حين ختم المخطوط الذي بين أيدينا في ذي القعدة 702ه (2)، وأكثر تعقيبات ابن منظور في (تهذيب الخواص) موجودة في (لسان العرب). وأزعم أن ابن منظور لم يكن له اهتمام سابق بدرة الغواص، فقد ذكر الحريري في لسان العرب أربع مرات، كلها فيها إشارة لادرة الغواص) نقلا عن ابن بري، ولو كان لابن منظور اهمتمام سابق بالدرة لنقل منها مباشرة..
كذلك، يبدولي من معايشة المخطوط، أنه كان مسودة قبل نهائية للكتاب، لم تسن لابن منظور مراجعتها بعد كتابتها، أو لعله كان مشغولا بمايري آنه آكثر (1) الدرر الكامنة 107/2، والوافي بالوفيات 54/5، والأعلام 108/7.
(2) انظر: اللسان (يا) 494/15، وخاتمة الكتاب الذي بين أيدينا.
(3) راجع هذه المواضع في اللسان (صوب) 534/1، و(ظبظب) 568/1، و(حوج) 242/2، ولسلل) .33811 4
पृष्ठ 22