============================================================
التهذيب عنده يرادف الاختصار لتخفف من تكرار المداخل، والمسائل الواردة في درة الغواص، وكما سنرى فيما يلي، فإن ابن منظور كان يتناول المسألة الواحدة عند الحريري في أكثرمن مدخل، وتحت عدة جذور لغوية ؛ ليسهل العود إليها والكشف عنها.
ولكي نتبين منهج ابن منظور في (تهذيب الخواص)، فسوف نحاول الكشف عن مدي وفاء ابن منظور بتحقيق الهدف من كتابه، وسنتعرض لمنهجه في الترتيب، والاحالة، والاختصار والتهذيب، ويندرج تحته التعقيب.
بالنسبة لترتيب الكتاب وتبويبه، فقد اتبع فيه ابن منظور ذات المنهج الذي رتب عليه (لسان العرب) قيل ذلك، مستثمراخبرته المعجمية الكبيرة في ترتيب مادة لسان العرب، فرتب مواد الكتاب هجائيا وفق الحرف الأخير، ثم الحرف الأول فالثاني من أصول الكلمة، وختم الكتاب هاهنا -كما فعل في اللسان - بباب في حروف المعتل اليائي والواوي، ثم بباب في الألف الهوائية (ألف المد)، وزادهاهنا بابين، أحدهما فيما يتعلق بالمعتل وكتابته، والثاني في فوائد متفرقة من درة الغواص: وطريقة ترتيب ابن منظور للسان العرب، ولتهذيب الخخواص من بعده، تعبر عن مدرسة مستقلة في التصنيف المعجمي، تأثرت بشيوع السجع والقافية في الشعر وفي الكلام المنثور على حد سواء. وثبات ابن منظور على هذه الطريقة، تعني اقتناعه بها من ناحية، وتشير إلى تلقي الناس بالقبول لهذه الطريقة، فعندما بدا ابن منظور في هذيب الخواص، كان لسان العرب قد خرج إلى النور بسنوات تربو على العشرة، وهو وقت كاف للمراجعة إن كان ثمة داع إليها.
كان ابن منظور يعنون كل باب في (تهذيب الخواص) بقوله:0 حرف كذا4، ولم يخالف إلا في بابي الغين والفاء، فقد بدأهما بقوله : فصل كذا:، وهذه وإن كانت م سألة شكلية، إلا أنها تعطينا انطباعا واضحا بأن ابن منظور لم يتسن له مراجعة هذا المخطوط بعد كتابته.
وقدجاء تهذيب ابن منظورفي 362 مدخلا، توزعت على 316 جذرالغويا، 22
पृष्ठ 24