الْقَيُّومُ﴾ أعظم آية في القرآن، كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم١. فعلى هذين الاسمين مدار الأسماء الحسنى كلها، وإليهما يرجع معانيها، فإن الحياة مستلزمة لجميع صفات الكمال، فلا يتخلف عنها صفة منها إلا لضعف الحياة، فإذا كانت حياته تعالى أكمل حياة وأتمها استلزم إثباتها إثبات كل كمال يضاد نفيه كمال الحياة. وأما القيوم، فهو متضمن كمال غناه وكمال قدرته، فإنه القائم بنفسه، فلا يحتاج إلى غيره بوجه من الوجوه، المقيم لغيره، فلا قيام لغيره إلا بإقامته، فانتظم هذان الاسمان صفات الكمال أتم انتظام٢.
وأما «الكرسي» ... [ف] ٣ قد قيل: هو العرش٤، والصحيح أنه غيره، نُقل ذلك عن ابن عباس ﵄ وغيره. روى ابن أبي شيبة في كتاب صفة العرش، والحاكم في مستدركه وقال: إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، في قوله تعالى: ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ﴾ أنه قال: "لكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر قَدْرَه إلا الله تعالى".٥وقد
_________
١ صحيح مسلم الحديث رقم (٨١٠) .
٢ شرح العقيدة الطحاوية، ص (٩٠-٩٢) .
٣ ما بين المعكوفين زيادة من عندي ليستقيم الكلام، وانظر نظام كلام المؤلف في شرح العقيدة الطحاوية ص (٣٦٨) .
٤ أخرجه الطبري في تفسيره (٥/٣٩٩) من طريق جويبر، عن الحسن. وهي طريق لا تقوم بها حجة؛ لضعف جويبر. انظر تقريب التهذيب رقم (٩٨٧) .
٥ كتاب العرش وما ورد فيه، ص (٧٩) رقم (٦١)، والمستدرك (٢/ ٣١٠) في كتاب التفسير، وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وقال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١٢/ ٣٩)، والدارقطني في كتاب النزول، ص (٤٩)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/٣٢٣) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
120 / 44