هلا على عقب الوادي وقد صعدتْ ... أسدٌ تمرُّ فرادى ليس تجتمعُ
فكلُّ غزو إليكم بعد ذا فله ... وكلُّ غاز لسيف الدولة التبعُ
يمشي الكرامُ على آثار غيرهم ... وأنتَ تخلقُ ما تأتي وتبتدعُ
من كان فوق محلِّ الشمس موضعهُ ... فليس يرفعهُ شيءٌ ولا يضعُ
الدهرُ معتذرٌ، والسيفُ منتظرٌ ... وأرضهمُ لك مصطافٌ ومرْتبعُ
وما حمدتك في هولٍ ثبتَّ له ... حتى بلوتكَ والأبطال تمتصعُ
فقد يظنُّ شجاعًا من به خرقٌ ... وقد يظنُّ جبانًا من به زمعُ
إنَّ السلاحَ جميعُ الناس تحملهُ ... وليس كلُّ ذواتِ المخلبِ السبعُ
ليت الملوك على الأقدارُ معطيةٌ ... فلم يكنْ لدنيٍ عندها طمعُ
قال أيضًا:
الرأي قبلَ شجاعة الشجعان ... هو أولٌ وهي المحلُّ الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفسٍ مرةٍ ... بلغتْ من العلياء كلَّ مكاني
ولربما طعن الفتى أقرانهُ ... بالرأي قبل تطاعن الأقرانِ
لولا العقولُ لكانَ أدنى ضيغمٍ ... أدنى إلى شرفٍ من الإنسانِ
ولما تفاضلتِ النفوسُ ودبرتْ ... أيدي الكماةِ عوالي المرانِ
قال أيضًا:
إني لأجبنُ من فراق أحبتي ... وتحس نفسي بالحمام فأشجعُ
ويزيدني غضبُ الأعادي قسوةً ... ويلمُّ بي عتبُ الصديق فأجزعُ
قال أيضًا:
دروعٌ لملك الروم هذي الرسائلُ ... يردُّ بها عن نفسه ويشاغل
هي الزردُ الضافي عليه ولفظها ... عليك ثناءٌ سابغُ وفضائل
وأنَّى اهتدى هذا الرسول بأرضه ... وما سكنتْ قد سرتُ فيها القساطل
ومن أيّ ماءٍ كان يشفي جيادهُ ... ولم تصف من مزج الدماء المناهل
قال أيضًا:
تحقر عندي همتي كلَّ مطلبٍ ... ويقصرُ في عيني المدى المتطاول
وما زلتُ طورًا لا تزولُ مناكبي ... إلى أن بدت للضيم في زلازل
ومن يبغِ ما أبغي من المجد والعلى ... تساوى المحايي عنده والمقاتلُ
غثاثةُ عيشي أنْ تغثَّ كرامتي ... وليس بغثٍ أنْ تغثَّ المآكلُ
قال المتنبي:
لا بقومي شرفتُ بل شرفوا بي ... وبنفسي فخرتُ لا بجدودِ
وبهم فخر كلِّ من نطق الضا ... د وعوذ الجاني وغوثُ الطريدِ
إنَّ أكن معجبًا فعجبُ عجيب ... لم يجدْ فوق نفسه من مزيدِ
أنا تربُ الندى، وربُّ القوافي ... وسمامُ العدى، وغيظُ الحسودِ
أنا في أمة تداركها اللهُ ... غريبٌ كصالح في ثمودِ
قال أيضًا:
أنا صخرةُ الواديِ إذا ما زوحمتْ ... فإذا نطقتُ فإنني الجوزاءُ
وإذا خفيتُ على الغبيِّ فعاذرٌ ... أن لا تراني مقلةٌ عمياءُ
قال أيضًا:
إني أنا الذهبُ المعروفُ مخبرهُ ... يزيدُ في السبك للدينارِ دينار
قال أبو بكر الخوارزمي:
وعلى الخيول فوارسٌ أحجامهم ... أقدام غيرهم من الفرسان
قوم إذا خرج المبارز نحوهم ... من أهله تبعوهُ بالأكفان
قال أيضًا:
ومن عجبٍ تهديدهم بجموعهم ... وودَّ لو ازدادوا ليزدادَ مغنما
إذا حدث الجاسوسُ عنهم بكثرة ... تحكم في حق البشيرِ فحكما
قال القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني:
إذا انحاز عنك الغوث واحتفل العدى ... عليك فصرح باسمه الفرد وأغلبِ
فلو طبعتْ بيضُ السيوف على اسمه ... مضتْ وهي في الأغماد في كلّ مضربِ
وما خلعت للمرء مسعاة والد ... إذا لم تقابله نحال مهذبِ
قال الغزي:
غرٌّ إذا ركبوا الجياد حسبتها ... شهبانَ رجم فوقهنَّ بدور
قال أبو فراس:
قد ضجَّ جيشكَ من طول القتال به ... وقد شكتك إلينا الخيل والإبل
وقد درى الروم قد جاوزت أرضهم ... أن ليس يعصمهم سهلٌ ولا جبل
في كل يوم تزور الثغر، لا ضجرٌ ... يثنيكَ عنه ولا شغلٌ ولا مللُ
فالنفس جاهدةٌ، والعين ساهدَ ... والجيشُ منهمكٌ والمالُ مبتذلُ
توهمتك كلابُ غير قاصدها ... وقد تكنفك الأعداءُ والشغلُ
واستقبلوك بفرسانٍ أعنتها ... سودُ البراقع والأكوارُ والكللُ
فكنتَ أكرمَ مسؤولٍ وأفضلهُ ... إذا وهبتَ فلا من ولا بخل
قال أيضًا:
1 / 21