سيوف كأنَّ الموتَ حالفَ حدها ... مشطبة تغري شؤون الجماجمِ
إذا ما انتضيناها ليوم كريهة ... ضربنا بها ما استمسكتْ بالقوائمِ
قال أبو سفيان بن الحارث:
ونحن وردنا بطنَ سلع عليكمْ ... بأسيافنا والخيلُ تدمي نحورها
ونحن تركنا الخزرجي مجدلًا ... تمجُّ حياة النفس منه زفيرها
تركناه لما غادرته رماحنا ... ولم يبق منه غير عين يديرها
قال مالك بن عوف النصري:
وذا شكا مهري إليَّ حزازةً ... عند اختلاف الطعن قلتُ له أقدم
أني بنفسي في الحروب لتاجرٌ ... تلك التجارة لا انتقاد لدرهم
قال سعد بن ناشب المازني:
وإن أسيافنا بيضٌ مهندةٌ ... عتقٌ وآثاركم في هامكم جددُ
وإن هو يتم سللناها وقد عدتْ ... يومًا وهام بني بكر لها عمدُ
قال موسى بن جابر الحنفي:
وإنا لوقافون بالموقف الذي ... يخاف رداهُ والنفوسُ تطلعُ
وإنا لنعطي المشرفية حقها ... فتقطعُ في أيماننا وتقطعُ
قال كعب بن مالك:
ونحن أناس لا نرى القتلَ سبةً ... على أحد يحمي الذمار وينفعُ
جلادٌ على ريب الحوادث لا ترى ... على هالك عينًا لنا الدهر تدمعُ
قال آخر:
بكى صاحبي لما رأى الموت فوقنا ... مطلًا كأطلال السحاب إذا اكفهر
فقلت له: لا تبكِ عينكَ إنما ... يكون غدًا حسن الثناء لمن صبرَ
فآسى على حالٍ يقل بها الأسى ... وقاتل حتى أستبهم الورد والصدر
قال مالك بن الريب:
يقول المشفقونَ عليَّ حتى ... متى تلقى الجنود بغير جندِ
وما من كان ذا سيفٍ ورمحٍ ... وطابَ بنفسه موتًا بفردِ
قال مطهر بن رياح بن عمرو:
لله در بني رياح ... في الملماتِ الكبارِ
تحمي النساء فإنها ... قيد الكرام عن الفرارِ
قال ابن صريم الجرمي:
أرد الكتيبة مفلولة ... وقد تركت لي أحسابها
ولست إذا كنت في جانبٍ ... أكول العشيرة مغتابها
ولكن أطاوعُ ساداتها ... ولا أتعلم ألقابها
قال القطري بن الفجاءة:
وربَّ مصاليتٍ نشاطٍ إلى الوغى ... سراع إلى الداعي كرام المقادمِ
أخضتهم بحرَ الحمام وخضته ... رجاءَ الثواب لا رجاء الغنائمِ
قال مسلم بن الوليد:
لو أنَّ قومًا يخلقون منية ... من بأسهم كانوا بني جبريلا
قومٌ إذا احمر الهجير من الوغى ... جعلوا الجماجم للسيوف مقيلا
قالت جمل:
بني جعفر لا سلم حتى تزوركم ... بكلَّ ردينيَّ وأبيضَ ذي أثر
وحتى تروا وسطَ البيوت مغيرة ... تضمكم بالضرب جامية الوعر
تبين لذي الشك الذي لم يكن درى ... ويبصرها الأعلى ويسمع ذو الوقرِ
قال النابغة الذبياني:
إني لأخشى عليكم أنْ يكونَ لكم ... من أجل بغضائهم يومٌ كأيامِ
لهم لواءٌ بكفي ماجدٍ بطل ... لا يقطعُ الخرق إلاَّ طرفهُ سامي
مستحقبو حلق الماذي يقدمهم ... شمُّ العرانين ضرابون للهامِ
لا تزجروا مكفهرًا لا كفاء له ... كالليل يخلطُ أصرامًا بأصرامِ
والخيلُ تعلم أنا في تجادلها ... يوم الحفاط أولو بؤسى وإنعامِ
تعدو الذئابُ على من لا كلاب له ... وتتقي سورة المستنفر الحاميِ
قال زيد الخيل:
بني عامر ما تصنعونَ إذا عدا ... أبو مكنفٍ قد شدَّ عقدَ الدوابر
بجيشٍ تضلُّ البلق في حجراته ... ترى الأكم فيه سجدًا للحوافر
وجمعٍ كمثل الليل مرتجس الوغى ... كثير تواليه سريع البوادر
قال عامر الخصفي المحاربي:
ألا أيها المستخبري ما سألتني ... بأيامنا في الحرب إلا لتعلما
لنا العزة القعساء نختطم العدى ... بها ثم تستعصي بها أن تخطما
فما يستطيع الناس عقدًا نشدهُ ... وننقضهُ منهم وإنْ كانَ مبرما
وأبقت لنا آباؤنا من تراثهم ... دعائم مجد كان في الناس معلما
هم يطدونَ الأرض لولاهم ارتمتْ ... بمن فوقها من ذي بيان وأعجما
يقوم فلا يعيا الكلام خطيبنا ... إذا الكرب أنسى الجبسَ ما قد تعلما
وكنا نجومًا كلما انقضَّ كوكبٌ ... بدا زاهرٌ منهنَّ ليس بأقتما
1 / 17