وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه " أما بعد فانى آمركم بتقوى الله تعالى ، والاتباع بما آمركم به ، والانتهاء عما نهاكم عنه ، والذي كتبتموني به من وفاة السمح وتولية بعض الناس خلفا ، خلفا منهم ورد أهل الخير ذلك ، فان مولى خلفا بغير اذن امامه قد أخطأ سيرة المسلمين ، ومن ابى توليته فقد اصاب ، فاذا اتاكم كتابي هذا فليرجع كل عامل استعمله السمح الى عمله الذي ولي عليه ، الاخلف بن السمح ، فحتى يأتيه أمرى وتوبوا الى ربكم لعلكم تفلحون "
فلما وصل جواب الامام أهل بلاد طرابلس بما تضمنه من رد العمال الى اعمالهم ، وتخطئة من ولى خلفا ، وتصويب من توقف عن توليته ، قلقوا فكتبوا الى الامام يراجعونه في أمر خلف ، ويسألونه ان يجيز توليتهم اياه . فجاوب رحمه الله بكتابين احدهما الى الجماعة ، والآخر أفراد به خلفا ، يعلمهم ان ذلك لا يسعه من قبل الله تعالى ، وانه لا سبيل الى بقائه على عمل . ثم اقتضى نظر الامام رحمه الله ان يوجه امناء من قبله الى جهة طرابلس مختبرين لاحوالها ، وعلم(1 ) اليهم بتولية خلف على جهات طرابلس ان وجدوه قد اعتزل واطاع الله ، وامر التقدمة . وان هم وجدوه مصرا على الخلاف نابذا امر الامام وراءه ظهريا ، رفضوه . حتى يحكم الله فيه وهو خير الحاكمين .
قال فوصل امناء الامام فوجدوا خلفا في عتوه واستنكاره ، فدفعوا له كتابا بالاعتزال ، فابى . وشايعه على ذلك اصحابه الذين ولوه وانهم لما وصل كتاب الامام بتخطئتهم كتبوا الى ابى سفيان محبوب بن الرحيل كتاب الامام بتخطئتهم كتبوا الى ابى سفيان محبوب بن الرحيل كتابا وجهوه اليه بالمشرق ، وهو اذاك رأس جماعة أهل الدعوة هنالك ، والمقدم عليهم بعد انقراض طبقة الربيع ومعاصريه ، رافعين اليه ماصدر عن الامام فيهم ، وقدروا ما هم عليه من اصابتهم بزعمهم ، وحسنوا تولية خلف ورجوا ان يكون منه جواب يوافق نظرهم الفاسد ، فوصلهم جوابه رحمه الله بتخطئتهم وتصويب من امتنع عن توليته ، وتوجيب طاعة امامهم .
पृष्ठ 73