ثم إن الإمام أقام بتجهيز جحفل من الباطنة ومن عمان وأمر فيه العمدة وهو الشيخ سعيد بن خلفان، وعضده بجفير بن محمد ليذل به العدوان، وسار قاصدا لإبل ناصر بن قطن الهلالي، وكانت إبله آمنة سائحة بالمكان الشمالي، فالتقاه بنو ياس من دون إبله المذكورة، في موضع يقال له الشعيب وهو بقرب الظفرة المشهورة، وصال عليهم سعيد بن خلفان بجيشه العرمرم، إذ فيه كل همام غشمشم ن وجرى بينهم الطعن بالرماح والضرب بالصفاح، وكان مقدام قوم بني ياس، رجلا يسمى صفر بن عيسى معروفا بالشدة والبأس، فقتل بالضوضاء بعدما دهمهم نخومه الوغى، وصرع بالغوغاء حين غمغم وطغى، وزمجر بالهيجاء، وغضب وقطب وجهه وبغى، وكان له أخ يدعى محمد بن عيسى، فلما قتل أخوه بمعترك الرجال، وقتل من جماعته الشموس بعض الرجال أعالته لقتل أخيه الآلام، وأحالته عن خلقه الفجائع والأسقام، فحمل إذ ذاك على جيش الإمام فالتقته الأقوام، بطل لهذم وحسام، لا سيما هنالك قرب البنادق، فخر صريعا جريحا بصعيد المارق، فصاح القوم يطلبون العفو من والي الإمام فعفي مكرما عمن بقي من الأقوام، ثم رجع والي الإمام بجيشه ظافرا على العدوان، راجعا بالسرور والحبور إلى عمان، وقال المعتصم بالله الرحمن عبد الله بن خلفان بن سليمان في ذلك شعرا:
هنيئا بالسعاة يا سعيد =ففعالك في الملا فعل حميد
قطعت معاوز الهلكات حتى =تذلل غاشم ووهى الجليد
إذا ذكر اسمك الزاكي اشمأزت =قلوب الضد وهي إذا حديد
نصرت لدين ربك في جهاد =فأنت به إذا وغدا سعيد
والأخرى ثواب ليس يفنى =ولا أبدا لعمر أبي يبيد
كفيت حوادث الدنيا جميعا =ولقيت المراد لما تريد
تابع تكملة هذا الموضوع >>>>>
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-= -=-
الرد 23
الكاتب: عبد الله بن خلفان بن قيصر
التاريخ: 08-08-2004 04:55 : تابع الموضوع السابق
قال الراوي لهذه السير الفوائق والحاكي لهذه الطرف الروائق:
ثم إن مولانا إمام الزمان جهز جيشا من الباطنة إلى عمان، فأمر واليه سعيد بن خلفان وعضده حينئذ بالجبري عمير، وهو ابن محمد بن جفير، حتى أتوا إلى مورد يقال له دعفس، وهو كاسمه في المعنى بل هو أتعس، طلبا لإبل ناصر بن قطن من آل هلال، فوجدوها سائحة هنالك بناحية من الشمال، فأخذوها ورجعوا ناحية من الشمال آمنين فرحين بنصر الله وبما ظفروا به غانمين، فما زالوا يجدون في السير إلى أن أتوا بها إلى نحو عمير بن محمد بن جفير، وجعلوها هنالك عنده أمانة خوفا من الأخذ والنهب والخيانة.
पृष्ठ 43