فكذلك يا ابن حميد ما لاقاه من =سوء الظنون فحظه الحرمان قد قاده الطمع المذل لأهله =فكان ليس له بعد جنان
قد كان مصدام الفوارس في الوغى =ليثا تذل لبأسه الشجعان
إن قيل للأقران وافي ويحكم =مبدي الكتائب زهرة الأقران
حتى استعاد لسوء آمال له =ورمته قهرا بالنبال عمان
بالله كيف قدمت نحو ديار من =لك في نحورهم قلي وهوان
لم لا أخذت لبه منهم على =ما تخشيه إن ذا لبيان
أمنت قوما قد ملأت قلوبهم =غيظا ومنهم لم يجثك أمان
ومن العجائب كيف يأمن من =لك في سويدا قلبه أضعاف
فالصل تخشى بأسه أهل الحجى =ويخافه في طيفه الوسنان
قدر وأقضية قضاها خالق =لك يمتنع عن وقعها الإنسان
إنا نلومك والقضاء هو سابق =إذ حان حين واستتم أوان
كيف التجأت بمن أسأت إليهم =متيقنا لك أنهم عدوان
إن اللسان له عواقب تختشي =دون السنان فكيف وهو سنان
وإذا قضى الرحمن في الخلق القضا =عميت له الألباب والأعيان
يا رب جرنا من مطامعنا التي =فيها لنا الخسران يا منان
واختم لنا بالصالحات وجد لنا =بالعفو والغفران يا رحمن
قال الراوي لهذه العبر، والحاكي لصحة هذا الخبر:
पृष्ठ 42