فأقام المسلمون بحصن دبا رجلا من الثقاة آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر ومعهم بعض الشراة، ثم رجع المسلمون منصورين على الشرك وأهله، ماحيا الضلال وبهيم جهله، فرحين بما آتاهم الله من فضله ، حتى قدموا على مولانا الإمام بنزوى فاستبشر بقدومهم عليه وباستفتاح الصير إذ هي بالمسافة القصوى، فأثنى الإمام على واليه حين امتثل لديه حاكيا له عن افتتاح الصير ودبا، وما هو بين يديه، فحمد أمره وشكر سعيه، وخلع عليه فنال مولانا الإمام بذلك مجدا وفخرا، حين أيده وحباه عزا ونصرا، وقال المصنف شعرا:
لقد رجعت جيوش المسلمين =إلى نزوى الشريفة ظافرينا
بإجلال وتأييد لنصر =وعز لم يزل للمسلمينا
وذلك من إله حباه =إماما عادلا ثقة أمينا
قد افتتحوا صياصي البلد جميعا =وجاءوا بالمسرة فائزينا
وقد زالت لهم طوعا عمان =وكان لحربه المولى معينا
ومن صور قد افتتحوا حصونا =إلى الصير القصية أجمعينا
وقد محى الضلال وقد تولى =وقد خضعت له رقاب الظالمينا
أدام الله ظلا نحن فيه =بطيب مسرة طول السنينا
ولا زالت طوالعه سعودا =منورة تضئ العالمينا
ولا زلنا نكف به الأعادي =ولا زال الإمام لنا وفينا
بأرض دبا لقد وقعت حروب =تكاد لها الصياجد أن تلينا
لقد بدت بها هامات قوم =وأودوا في الضريح ملحدينا
وكان النصر للإسلام فيها =على قوم النصارى المعتدينا
فأصبحت البلاد ومن عليها =لناصر وابن مرشد خاضعينا
كذلك حباه الله نصرا =تصير له العلايق طائعينا
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-= -=-
الرد 19
الكاتب: عبد الله بن خلفان بن قيصر
التاريخ: 08-08-2004 04:40 : خبر سير الوالي على صحار
قال الراوي لهذه الروايات والمصنف لهذه الحكايات:
पृष्ठ 31