وكان رجال العمور شراة باللوى في خدمة الإمام، وكان الوالي بها حينئذ حافظ بن سيف المعروف بابن يحيى في الأنام، فأسند عليه في أخذ صحار بعض الأسانيد في تعريض الكلام، أن يوجه لها جيشا ويؤسس لها حصنا ليجوز الأنام، فاستحسن رأيه السديد وصغى إليه، وقد كان طائعا ومعتمدا عليه، فبعث رسله لمن بقربه من أهل القرى والدور ورؤساء القبائل وبني خالد وبني لام ورجال العمور، وأخذ من قرية لوى شراة الإمام، وهم العمدة وشوكة الجمهور بالتمام، فسار بالجنود متوجها إلى صحار، قائما عليها بالجحافل راد الضحى من النهار، وكان رجال من أهل صحار يدعونه إلى ملكها فأجابهم على ذلك ولم يعزم على تركها، ففصل الجنود، وبات بقرية عمق، ولم يعلم به من صحار أحد من الخلق، وصبحها ضحى في آخر يوم من محرم الحرام لسنة ثلاث سنين وأربعين سنة وألف من هجرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام، وأناخ بمكان يدعى البدعة من صحار، وذلك هو أول يوم نزل بها لصحة الآثار، وصال جمع المسلمين على المشركين حتى وصلوا إلى حصن ابن الأحمر، ووقع بينهم الطعن والضرب فيما قضاه الله وقدر، وكان النصارى تضرب بمدافعها المسلمين وما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله رب العالمين.
पृष्ठ 32