قد عجزوا عنه ألنسم يحتاجون فى اثارته الى جمع كبير وتفقات واسعة فأمر بعض أصحابه أن يكون معهم وتقدم الى عالم معونة الجيزة في دفع جميع ما يحتاجون اليه من الرجال والنفقات وانصرف فأقام القوم عدة يعملون حتى ظهرت لهم العلامات فركب أحمد بن طولون حتى وقف على الموضع وهم يحفرون فجدوا فى الحفر ، وكشفوا عن حوض مملوء دنانير وعلية غطاء مكتوب عليه بالبيزنطية فأحضر من قرأة فقال تفسير ذلك , آن فلان بن فلان الملك الذى ميز الذهب من غشه ودلسة . فمن أراد أن يعلم فضل ملكى على ملكه فلينظر الى فضل عيار ينارى على عيار ديناره . فان مخلص الذهب من الغش مخلص فى حياته وبعد وفاته مي ، فقال أحمد بن طولون الحمد الله ، ما نبهتنى عليه هذه الكتابة أحب الى من المال ثم أمر لكل رجل كان بعمل بمائتى دينار منه وتقدم بأن يوفي الضناع أجرهم . ووهب لكل منهم ، خمسة دنانير واطلق للرجل الذى أقام معهم من اصحابه ثلاثمائة دينارا وقال لغلامه نسيم: خذ لنفسك منه ما شئت فقال: ما أمرنى به مولاى أخذته فقال خذ ملو كفيك جميعا منه، وخذ من بيت المال، مثل ذلك مرتين . فانى أشح على هذا المال. فبسط نسيم كفيه، فحصل له ألف دينار. وحمل أحمد بن طولون ما بقى، فوجده أجود عيارا من عيار السندى بن شاهك، ومن عيار المعتصم فتشدد حينئذ أحمد بن طولون في العيار، حتى لحق ديناره بالعيار المعروف له، وهو الأحمدى الذى كان لا يطلى بأجود منه ولما دخل القائد أبو الحسين جوهر الكاتب الصقلى الى مصر بعساكر امير المؤمنين الامام المعز لدين الله أبى تميم معد ، فى سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وبنى القاهرة المعزبة ، حيث كان مناخه الذى نزل به صارت مصر من يومئذ دار خلافه ، بعد ما كانت دار امارة وضرب جوهر القائد ، الدينار المعزى ونقش عليه بأحد
पृष्ठ 22