ومنعت الشام مديها ودينارها، ومنعت مصر اردبها ودينارها الحديث . فذكر رسول الله ، صلى الله عليه وسلم كل بلد وما تختص به من كيل ونقد واشار الى أن نقد مصر الذهب وكان في هذا الحديث ما يشهد بصحة فعل عمر بن الخطاب رضى الله عنه .
فانه لما افتتح العراق فى سنة ست عشرة من الهجرة ، بعث عثمان بن حنيف ، رضى الله عنه ، ففرض على ارض السواد على كل جريب من الكرم عشرة دراهم وعلى جريب النخل ثمانية دراهم وعلى جريب القصب والشجر ستة دراهم وعلى جريب اربعة دراهم وعلى جريب الشعير درهمين وكتب بذلك الى عمر رضى الله عنه فارتضاه ولما فتحت مصر في سنة عشرين على القول الراجح فرض عمرو بن العاص رضى الله عنه ، على جميع من بها من القبط البالعين من الرجال دون النساء والصبيان والشيوخ دينارين ,على كل رأس فجبيت أول عام اثنا عشر الف دينار وقد روى أنها جبيت سنة عشر الف الف دينار . وهما روايتان معروفتان . فأقر ذلك عمر بن الخطاب رضى الله عنه ومن أمعن النظر فى أخبار مصر يعرف أن نقدها واثمان مبيعاتها وقيم أعمالها لم يزل بالذهب فقط الى أن ضعفت مملكتها ، باستيلاء الغز عليها . فحدث حينئذ ، اسم الدراهم وسآبين فيما يأتى طرفا من ذلك .
ومع هذا فان مصر لم تزل منذ فتحت دار اماره وسكتها انما هى سكة الخلافة من بني أميه ثم بنى العباس . الا أن الامير أبا العباس أحمد بن طولون ، رحمه الله ، ضرب بمصر دنانير عرفت بالاحمدية وكان سبب ضربها أنه ركب يوما الى الاهرام فأتاه الحجاب يقوم عليهم ثياب صوف ، ومعهم المساحى والمعاول .
فسالهم عما يعملون فقالوا نحن قوم تتبيع المطالب فقال لهم لا تخرجوا بعد هذا الل بمنشور ، ورجل من قبلى وسألهم عما وقع اليهم من الصفات . فذكروا له أن ى سمت الاهرام مطلبا
पृष्ठ 21