الرشيد فصير دور الضرب إلى العباس بن الفضل بن الربيع. فنقش بالسكة بأعلى السطور ربى الله من أسفلها العباس بن الفضل قلما عهد الأمين الئ ابنه موسى ولقبه الناطق بالحق ، المظفر بالله .
ضرب الدنانير والدراهم باسمه وجعل زنة كل واحد عشرة . ونقش عليه كل عز ومفخر لموسى المظفر ملك خص ذكره فى الكتاب المسطر
فلما قتل الأمين واجتمع الامر لعبد الله المأمون لم جد أحدا ينقش الدراهم فنقشت بالمخراط كما تنقش الخواتيم . وما يرحت النقود على ما ذكر أيام المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل فلما قتل المتوكل.
وتغلبت المولاى من الاتراك وتناثر سلك الخلافه وتفننت الدولة العاسية فى الترف وقوى عامل كل جهة على ما يليه وكثرت النفقات وقلت المجابى ، يتغلب الولاه. على الاطراف حدثت بدع كثيره من حينئذ ومن جملتها غش الدراهم . ويقال ان أول من غش الدراهم وضربها زيوفا ، عبيد الله بن زياد ، حين فر من البصره ، فى سنة اربع وستين من الهجرة . ثم فشت فى الامصار أيام دولة العجم من بنى بويه ، وبنى سلجوق والله تعالى أعلى .
فصل فى نفود مصر أما مصر من بني الامصار . فما برح نقدها المنسوب اليه قيم الاعمال , واثمان المبيعات الذهب فقط . فى سائر دولها جاهلية واسلاما شهد لذلك بالصحة ، آن خراج مصر في قديم الدهر وحديثه وانما هو الذهب ، كما قد ذكرته فى كتاب الواعظ والاعتبار بذكر الخطط والاثار . فانى أوردت فيه مبلغ خراج مصر منذ مصرت بعد الطوفان ، والى زماننا هذا.
وكفى من الدلالة على صحة ذلك ما رويناه من طريق مسلم وأبى داود رحمهما الله ، من حديث أبى هريره ، رضى الله عنه ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منعت العراق درهمها وفقيزها
पृष्ठ 20