عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ «١» قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بن عمرو «٢» بن العاص «٣» فقلت «٤»: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. قَالَ: أَجَلْ «٥»، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ في التوراة ببعض صفته في القرآن «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَحِرْزًا»
لِلْأُمِّيِّينَ أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ «٧» وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا صَخَّابٍ «٨» فِي الأسواق، ولا يدافع بالسيئة «٩»
_________
(١) عطاء بن يسار: بفتح الياأ أبو محمد المدني من كبار التابعين توفي سنة ٩٤ أو ١٠٣ هـ.
(٢) عبد الله بن عمرو بن العاص: هو أبو محمد، ويقال: أبو عبد الرحمن القرشي السهمي الزاهد العابد الصحابي، كان بينه وبين أبيه في السن اثنتا عشرة سنة، وأمه ريطة بنت منبة، وكان ﷺ يقول: نعم أهل البيت عبد الله وأبو عبد الله وأم عبد الله، أسلم قبل أبيه، وكان كثير العبادة، والروآية عن النبي ﷺ، حتى قيل: إنه أكثر روآية من أبي هريرة، لأنه كان يكتب، وأبو هريرة لا يكتب، وإنما لم تشتهر روايته كأبي هريرة لأنه سكن مصر والواردون اليها قليل، وأبو هريرة سكن المدينة، والمسلمون يقصدونها من كل وجهة، توفي بفلسطين وعمره ٧٣ سنة.
(٣) العاص، قال النووي كتابته بالياء (العاصي) وهو الفصيح عند أهل العربية والجمهور على حذفها.
(٤) أخرج البخاري هذا الحديث منفردا عن بقية أصحاب الكتاب الستة في موضعين: أحدهما في التفسير، والثاني في البيوع، وهو الذي ساقه أبو الفضل منه.
(٥) أجل- نعم، وكأنه نزّل (أخبرني) منزلة أتخبرني؟ ..
(٦) حززا- حفظا أو حافظا.
(٧) الفظ: سيء الخلق قليل التؤدة.
(٨) الصخاب: الذي يرفع الصوت.
(٩) الصادرة منه.
1 / 72