وقد بينت ذلك في شرح نظم الفصيح، وشرحت البيت، وأوضحت أن الشكر بالفتح: الفرج كما في الصحاح وغيره. ويقال: عرق فلانٍ زاخر: إذا كان كريمًا، قاله أبو عبيدة. وقالوا: معناه: إن عرق الكريم يزخر بالكرم، وأشرت هناك إلى أنه يقال: جاد، كقال، جوادًا بالضم، فهو جواد، وهي جواد، وأنهم سووا بين الذكر والأنثى، لأن هذه البنية من أبنية المصادر، كما قالوا براء للذكر والأنثى، وأن الجود بالضم كما استعمل مصدرًا استعمل جمعًا لجواد وأصله بضم الواو، كما قالوا: قذال وقذل، ثم خففوا لمكان حرف العلة، فهو نظير الجلوس مصدر جلس، وقالوا: قوم جلوس وقعود وشهود ونحوها مما جاء مصدرًا وجمعًا، وهناك فوائد تتعلق بالجيد كسيد، وبجواد الخيل وغير ذلك مما اقتضته المادة من البسط، والله أعلم.
(والخرق) بكسر الخاء وسكون الراء آخره قاف: (الكريم)، أي: الجواد السخي، لأنه المراد عند الإطلاق، وإن كان الكرم أخص من الجواد، لأنه ضد اللؤم، وهو جمع الخصال القبيحة، كما أن ضده وهو الكرم جمع الخصال الحسنة، وفيه كلام أودعناه شرح شواهد التوضيح وغيره. قال في الأساس: فلان خرق يتخرق في السخاء، أي: يتسع فيه، وهو متخرق الكف بالنوال لا يبقى شيئًا، قال الشماخ:
معي كل خرقٍ في الغداة سميدعٍ ... وفي الحرب داري العشيات ذيال
1 / 108