آدم وأنتم في آخر العوالم وأسفلها) (ولله سبعون ألف حجاب من نور، وسبعون ألف حجاب من ظلمة).
والمستخلصون عن هذه السجن وقيودها والطبيعة وحدودها، والمنزهون عن قذارة الهيولى الجسمانية وهيأتها وظلمة عالم المادة وطبقاتها، الواصلون إلى عالم الملكوت يشاهدون من وجهه وجماله وبهائه أكثر من هؤلاء ألف ألف مرة، ولكنهم أيضا في حجب نورانية وظلمانية.
والمتجردون عن هيآت عالم الملكوت وتعلقاته وضيق عوالم الخيال والمثال، والقاطنون في البلد الطيب ومقام القدس والطهارة يشاهدون من البهاء والجمال والوجه الباقي لذي جلال: ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا وهم أحاط به ولا فكر حام حوله ولا عقل بلغ إليه، من الأسرار والأنوار والتجليات والكرامات. ولكنهم أيضا في حجب التعينات والمهيات.
والواصل إلى باب الأبواب والمشاهده لجمال المحبوب بلا حجاب والمتحقق بمقام الولاية المطلقة هم الذين خرجوا عن الدنيا والآخرة وتجردوا عن الغيب والشهادة ولم يخلطوا العمل الصالح بالسيء.
جون دم وحدت زنى حافظ شوريده حال ...خامهء توحيد كش بر ورق انس وجان
بينى وبينك إنى يناز عني ...فارفع بلطفك انييى من البين
وهو مقام استهلاك جهة الخلقي في وجه الربى، ووضع نعلي الإمكان والتعين. ولا مقام فوق هذا إلا مقام الإستقرار والتمكين والرجوع إلى الكثرة مع حفظ الوحدة، فإنه أخيرة منازل الإنسانية. وليس وراء عبادان قرية. وللإشارة إلى هذا المقام ورد:
"إن لنا مع الله حالات هو هو ونحن نحن"، وللإشارة إلى الكثرة في عين الوحدة والوحدة في عين الكثرة ما نسب إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: "كان أخي موسى عليه السلام عينه اليمنى عمياء وأخي عيسى عينه اليسرى عمياء وأنا ذو العينين".
تحصيل اشراقي
في حقيقة الأمر بين الأمرين
فإذا بلغ السالك إلى الله والمجاهد في سبيله إلى ذاك المقام وتجلىعليه الحق في مظاهر الخلق مع عدم احتجاب عن الحق والخلق بنحو الوحدة في ملابس الكثرات والكثرة في عين الوحدة ينفتح عليه أبواب من المعرفة والعلوم والأسرار الألهية من علم وراء الرسوم ***154]
पृष्ठ 132