من صفات الجمال الباطن فيه الجلال. ولما كان الجمال ما تعلق باللطف بلا اعتبار الظهور وعدمه فيه كان البهاء محاطا به وهو محيط به . وما ذكر جار في مرتبة الفعل والتجلي العيني حذوا بالحذو. فالبهاء ظهور جمال الحق والجلال مختف فيه، والعقل ظهور جمال الحق، والشيطان ظهور جلاله، والجنة ومقاماتها ظهور الجمال وبطون الجلال، والنار ودركاتها بالعكس.
إن قلت: أليس قد ورد في بعض الأخبار من طريق أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم: بالباء ظهر الوجود وبالنقطة تحت الباء تميز العابد عن المعبود. وظهور الوجود بالمشيئة فإنه الحق المخلوق به. وفي بعض الأخبار: خلق الله الأشياء بالمشيئة والمشيئة بنفسها. فما وجه جعل الباء البهاء عالم العقل.
قلت: هذا أيضا صحيح بوجه، فإن العقل بوجه مقام المشيئة الإلهية لكونه ظهورها ومقام إجمال العوالم كما تحقق في محله أن شيئية الشيء بصورة تمامه وكماله.
पृष्ठ 51