***50]
إبانة
إن من الصفات الإلهية ما لها الحيطة التامة على سائر الصفات كالأئمة السبعة ومنها ما لم يكن كذلك وان كانت له المحيطية والمحاطية أيضا. وبهذا يمكن تحصيل الفرق بين صفة البهاء والجمال، فإن البهاء هو الضياء المأخوذ فيه الظهور والبروز دون الجمال. فالصفات الثبوتية كلها جمال وبعضها بهاء. والبهي من أسماء الذات باعتبار ومن أسماء الصفات بآخر ومن أسماء الأفعال باعتبار ثالث وإن كان بأسماء الصفات والأفعال أشبه. والجميل من أسماء الذات بوجه ومن أسماء الصفات بوجه دون أسماء الأفعال، وإن كان بأسماء الصفات أشبه وأنسب، وسيأتي ان شاء الله في شرح قوله (عليه السلام):"اللهم إني أسألك من قولك بأرضاه" ما يفيدك في هذا المقام أيضا.
في ذكر كلام بعض المشايخ
" نقل وكشف "
قال بعض أعاظم المشايخ من أهل السير والمعرفة رضوان الله عليه في كتابه الموسوم بأسرار الصلاة في تفسير بسم الله الرحمن الرحيم بحسب أسرار الحروف بعد ذكر أخبار، منها ما روي في الكافي والتوحيد والمعاني عن العياشي عن أبي عبدالله عليه السلام: الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم مجد الله. والقمي عن الباقر والصادق والرضا عليهم السلام مثله، ولكن بدل مجد الله ملك الله بهذه العبارة.
أقول: يعرف من هذه الأخبار وغيرها مما روي في الأبواب المختلفة أن عالم الحروف عالم في قبال العوالم كلها، وترتيبها أيضا مطابق مع ترتيبها. فالألف كأنه يدل على واجب الوجود، والباء على المخلوق الأول، وهو العقل الأول والنور الأول، وهوبعينه نور نبينا صلى الله عليه وآله وسلم. ولذا عبر عنه ببهاء الله، لأن البهاء بمعنى الحسن والجمال. والمخلوق الأول إنما هو ظهور جمال الحق، بل التدقيق في معنى البهاء أنه عبارة عن النور مع هيبة ووقار، فهو المساوق لجامع الجمال والجلال انتهى ما رمناه من كلامه زيد في علو مقامه.
أقول: إن الصفات المتقابلة لاجتماعها في عين الوجود بنحو البساطة والتنزه عن الكثرة الكل منطو في الكل، وفي كل صفة جمال جلال، وفي كل جلال جمال، إلا أن بعض الصفات ظهور الجمال وبطون الجلال وبعضها بالعكس. فكل صفة كان الجمال فيها الظاهر فهي صفة الجمال وكل ما كان الجلال فيه الظاهر فهو صفة الجلال. والبهاء وإن كان النور مع هيبة ووقار وجامع للجمال والجلال إلا أن الهيبة فيه بمرتبة البطون والنور بمرتبة الظهور، فهو ***51]
पृष्ठ 50