============================================================
لايلت لقور يتفكرو (الجائية: 13]، فكان نفي مشابهتهم عن الله تعاى نفيا لمشابهة من سواهم من الخلائق من طريق الأولى، وحمل تلفظهم بالأنام على إرادته البشر أولى، لأنهم علموا أن اليهود مجسمة، وقد تبعهم من هذه الأمة طوائف التجسيم والتشبيه، وصفوا الله تعال بأنه جسم على صورة البشر، وكذلك النصارى مشيهة، حيث وصفوا الباري بالولد والصاحبة، فأرادوا بقوهم: ولا يشبهه الأنام، الرد عليهم على المبالغة في تنزيه الله تعاى عمن لا يليق به، مع نفيهم مشابهة العالر عن الله تعاى بقولهم: ولا شيء مثله، في صدر فصل التوحيد.
وأما قولهم: (حي لا يموث)، قوله تعالى: ( هو الحث لا إلكه إلا هو فادعوه مخلصين له الديرب المحمد لله رب الصطلوين [غافر: 65]، وقوله تعالى: ( وتوكحل على الكمى ألذى لا يموث} [الفرقان: 58].
ومن حيث المعقول ؛ أن صفات الكمال في الشاهد من الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر يتعاقب أضدادها التي هي صفات النقص من الموت والجهل والعجز والضمم والعمن، وعرفنا ثبوت صفات الكمال في القديم لمعرفتنا بالاستحالة ثبوت صفات النقائص في حقه، وعرفنا ثبوت القدرة والعلم بدلالة المحدثات عليهما، إذ لا فعل يأتي بدون القدرة، ولا إحكام يحصل بدون العلم، والفعل يدل على علم الفاعل وقدرته، ويستحيل ثبوتهما بدون الحياة، إذ الحياة شرط ثبوتهما، إذ الموث والجمادية يضادان العلم والقدرة كما يضادان الحياة، فإن العقول السليمة كما تأبى قبول من أخبر عن اجتماع الموت
पृष्ठ 62