============================================================
والحياة في ذات واحد في وقت واحده كذلك تأبن قبول قول من يجوز ثبوت العلم والقدرة للميت، فلو جاز اجتماع العلم والقدرة مع الموت، لجاز أن يكون كل ديباج نفيس وكل قصر عال في العالمر كانث حاصلة عن فعل الجمادات والموت، وتجويز هذا هذيان وخروخ من قضية العقول، والتحاق بالسوفسطائية.
فشبت بما بينا من الدلائل العقلية أن صانع العالر: موجود قائم بذاته، حي، قديم باق، قادر، عالم.
ويستحيل وجوده من غير موجود، إذ لا ضنع للمعدوم.
ويستحيل وجوده من غير حي؛ إذ الميت لا يتأتى منه صنع.
ويستحيل وجوده من غير قائم بذاته؛ لما أن القائم بغيره محدث.
ويستحيل وجوده من غير قديم باق بذاته، إذما سواه محدث يستحيل منه أي من المحدث ايجاد المعدوم.
ويستحيل وجوده من غير قادر بذاته، إذ القادر بغيره لا يقدر على تبديل صفة ذميمة موجودة فيه، فلان لا يقدر على إيجاد المعدوم أول وأظهر ويستحيل وجوده من غير عالر، إذ لا يتأتى منه إحكام الفعل وإتقائه، والعالر مفعول محكم متقن.
واما قولهم: (قيوم لا ينام). أقروا وأثبتوا قبل هذا بأن صانع العالر حي؛ لما أن
पृष्ठ 63