============================================================
(معنى الأنام] وأما قولهم: (ولا يشبهه الأنام).
قال الغزنوى: هذا منهم تفي لمشابهة الأنام إياه لتعاليه عن صفات الحدث، وقد سبق ذكره.
ثم معنيد الأنام، قيل: الأنام كل ذي روح، وقيل: هو جميع الخلائق، كذا ذكره في كتاب التأويلات في قوله تعاى: والأرض وضعها للأناه ) [الرحمن: 10].
قال الإمام أو منصور: هو عندنا كأن المراد به البشر، حيث أخبر أنه سخر لهم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه، ثم أخبر أنه وضع الأرض للأنام.
قال الإمام القاضي: فإن كان فقهاء الملة أرادوا بالأنام جميع الخلاثق فلا إشكال، لأن مشابهة الخلائق منفية عن الله تعالى بالنص المحكم المذكور على نسق ذكر أقسام العالمر من السموات والأرض والبشر والأنعام بقوله: (( ليس كمئله شين وهو السييع البصصير [الشورى: 11]، وإن كانوا أرادوا بالأنام كل ذي روح، فقد دخل تحت لفظة الأنام الملائكة والبشر والجن وكل ذي روح سواهم، فإذا نفوا عن الله تعالى مشابهة هؤلاء الموصوفين بالحياة والقدرة والعقل الاختياري، فقد تفوا مشابهة ما دونهم من سائر المخلوقات بطريق الأولى، وإن كانوا أرادوا بالأنام البشر فكذلك، إذ المقصود بتخليق العالر هو البشر لقوله تعاى: ( وسخر لݣر ما فى السوات وما فى الأرض جميعا منه إن فى ذالك
पृष्ठ 61