[٢٤] أما الأول فكالهاء من (سلنيه)، و(منعكها) في قوله: // [من الوافر]
١٨ - فلا تطمع أبيت اللعن فيها ... ومنعكها بشيءٍ يستطاع
فإن الهاء منهما ثاني ضميرين، أولهما أخص، لما علمت: أن المتكلم أخص من المخاطب، والمخاطب أخص من الغائب، وغير مرفوع أيضًا؛ لأنه في المثال الأول منصوب، وفي الثاني مجرور، فيجوز في الهاء المذكورة الوجهان، نحو: سلنيه، وسليني إياه، ومنعكها، ومنعك إياها، إلا أن الاتصال مع الفعل أحسن وأكثر، كما في قوله تعالى: (أنلزمكموها وأنتم لها كارهون) [هود /٢٨].
والانفصال جائز في السعة، كقوله ﷺ: (إن الله ملككم إياهم، ولو شاء لملكهم إياكم).
ولو كان أول الضميرين غير أخص وجب في الثاني الانفصال، كما في (لملكهم إياكم). وسيأتي ذكره.
ولو كان أول الضميرين مرفوعًا وجب الاتصال، نحو: أكرمتك، وأعطيتك، وأما الثاني فكالهاء من قولك: أما الصديق فكنته، فإنه يجوز فيه الاتصال لشبهه بالمفعول، والانفصال؛ أيضًا؛ لأن منصوب كان خبر في الأصل، والخبر لا حظ له في الاتصال.
واختار أكثرهم الانفصال.
والصحيح اختيار الاتصال، لكثرته في النظم، والنثر الفصيح، كقوله ﷺ لعمر ﵁: في ابن صياد: (إن يكنه فلن تسلط عليه، وإلا يكنه فلا خير لك في قتله).
وحكي سيبويه عمن يوثق به: (عليه رجلا ليسني).
1 / 39