ब्रुकलिन में एक पेड़ उगता है
شجرة تنمو في بروكلين
शैलियों
وكان لحن الدانوب الأزرق الذي تعزفه الفرقة لحنا حزينا بقدر ما كان سيئ العزف، وراح النسناس ينظر بعينين حزينتين تحت قبعته الحمراء اللامعة، وكان لحن الأرغن يخفي الحزن وراء أنغامه الصادحة المرحة، بل إن الموسيقيين الذين كانوا يفدون إلى أفنية المنازل ويغنون:
لو أنني وفقت إلى سبيلي
لما عدت عليك السن أبدا
كانوا حزانى أيضا، وصعاليك جائعين لم يؤتوا موهبة الغناء، وكل ما يمتلكونه في هذا العالم، هو القدرة على الوقوف في الفناء الخلفي، وقبعاتهم في أيديهم يغنون بصوت جهير.
وأشد ما يحزنهم هو إدراكهم أن قدرتهم جميعا لن تبلغ بهم شيئا في العالم، وأنهم قوم ضائعون، شأنهم شأن أهل بروكلين جميعا الذين يبدو عليهم الضياع، حين يوشك النهار على الإدبار بالرغم من أن الشمس تظل في إشراقها، ولكن أشعتها تكون رقيقة ضئيلة لا تفيء عليك الدفء حين تغاديك.
14
وسارت الحياة طيبة رضية في شارع لوريمر، وكانت أسرة نولان خليقة بأن تستمر في العيش هناك، لولا الخالة سيسي وقلبها الكبير الذي يسيء الناس فهمه. إن فعلة سيسي بالدراجة ذات العجلات الثلاث والإطارات، هي ما حطم أسرة نولان وشأنها.
فقد قررت في يوم ما بعد أن انتهت من عملها، أن تذهب وترعى شأن فرانسي ونيلي أثناء غياب كاتي في العمل، وبهر عينيها قبل أن تصل إلى بيتهما بريق الشمس على المقبض النحاسي لدراجة جميلة ذات عجلات ثلاث، وهذا نوع من الدراجات لا يرى في هذه الأيام، وكان للدراجة مقعد جلدي يتسع لجلوس طفلين صغيرين، وله مسند من الخلف، وعجلة القيادة من الحديد تتصل بالعجلة الأمامية الصغيرة، والعجلتان الخلفيتان أكبر حجما، والمقبض من النحاس الصلب على قمة عجلة القيادة، والدواسة أمام المقعد يجلس إليها طفل في ارتياح، ويديرها بقدمه وهو يتكئ بظهره إلى المسند، ويوجهها ممسكا بمقبضيها اللذين يبرزان في حجره.
ورأت سيسي تلك الدراجة تقف أمام الظلة دون أن ينتبه إليها أحد، فلم تتردد لحظة في أخذ الدراجة إلى بيت نولان، وأخرجت الطفلين وأركبتهما الدراجة في نزهة.
واعتقدت فرانسي أنها نزهة رائعة، وجلست هي ونيلي على المقعد الخلفي، في حين راحت سيسي تجرهما حول البناء، وكان المقعد الجلدي دافئا بعد أن سقطت عليه أشعة الشمس، تنبعث منه رائحة الثراء والغنى، ورقصت أشعة الشمس على المقبض النحاسي، فبدا كأنه نار مضطرمة، واعتقدت فرانسي أنه سوف يحرقها بلا شك إذا لمسته بيدها، ثم حدث شيء.
अज्ञात पृष्ठ