ब्रुकलिन में एक पेड़ उगता है
شجرة تنمو في بروكلين
शैलियों
وكان الأرغن الكبير مختلفا عن ذلك، فإذا ما أقبل على الحي يصبح ذلك أشبه بالعيد، وكان يدير الأرغن رجل له شعر مجعد داكن اللون، وأسنان ناصعة البياض، يلبس سروالا من المخمل الأخضر، وسترة بنية من المخمل القطبي، يتدلى منها منديل أحمر بهيج الألوان، مما يعصب به النساء رءوسهن، ويضع في إحدى أذنيه قرطا.
والمرأة التي تساعده في إدارة الأرغن تلبس إزارا أحمر دوارا وصدرية صفراء، وتضع في أذنيها قرطا كبير الحجم.
وجلجل صوت الموسيقى صادحة بلحن من أوبرا كارمن أو أوبرا تروفاتوري، وهزت الموسيقى دفا قذرا ربط بشريطين، وقرعت عليه في غير اكتراث بمرفقها، متمشية مع إيقاع الموسيقى، ثم أخذت تدور فجأة بعد انتهاء، اللحن كاشفة عن ساقيها الغليظتين اللتين يغطيهما جورب قذر من القطن الأبيض، مبدية لمحة من القمصان القصيرة المتعددة الألوان.
ولم تلاحظ فرانسي قط قذارة هؤلاء العازفين وفتورهم، بل كانت تسمع الألحان وترى ومضة الألوان، وتحس بروعة هؤلاء القوم الساحرين، وحذرتها كاتي من أن تتبع الأرغن الكبير بحال، وقالت لها إن عازفي الأرغن هؤلاء الذين يرتدون مثل هذه الملابس كانوا أهل صقلية، والناس جميعا يعلمون أن أهل صقلية ينتمون إلى جمعية اليد السوداء، وأن جمعية اليد السوداء تخطف الأطفال الصغار، وتحتفظ بهم من أجل الفدية، وتترك رسالة للآباء بأن يضعوا مائة دولار في المقبرة، ويوقعوا عليها بخاتم يصور يدا سوداء. كان ذلك ما قالته أمها عن عازفي الأرغن هؤلاء.
وعزفت فرانسي على الأرغن بعد أيام من مجيء عازف الأرغن، وأخذت تدندن ما تذكره من ألحان فردي، وتضرب بمرفقها على علبة فطير قديمة تخيلت أنها دف، وختمت لعبتها بأن رسمت معالم راحتها على قطعة من الورق، ثم سودتها بالقلم الأسود.
وكانت فرانسي تتردد في بعض الأحيان لا تدري ما تكونه، وتحيرت في أمرها: ترى أمن الخير أن تكون عازفة في فرقة حين يشتد عودها؟ أم تكون سيدة تدير الأرغن؟ ومن الخير لها أن تحصل هي ونيلي على أرغن صغير ونسناس ذكي، فيستمتعان طول يومهما بالضحك والتسلية معه دون أن يدفعه شيئا، ويتجولان يعزفان ويراقبانه وهو يقلب قبعته، فينفحهما الناس بكثير من البنسات، ويستطيع النسناس أن يشاركهما في الأكل، وربما ينام معهما في فراشهما بالليل.
واستهوت هذه الحرفة فرانسي حتى إنها أعلنت عن عزمها لأمها، ولكن كاتي قتلت الفكرة في مهدها وقالت لها ألا تكون بلهاء، وإن البراغيث تعيش في النسانيس، وهي خليقة بألا تسمح لنسناس بأن ينام في سرير من أسرتها النظيفة.
وراحت فرانسي تحلم بفكرة أن تصبح عازفة دف، ولكنها سوف تدخل في زمرة أهل صقلية، وتخطف الأطفال الصغار، ولم تكن تريد ذلك بالرغم من أن رسم اليد السوداء كان شيئا مسليا.
وأخذت الموسيقى تتردد في ذلك الحي دائما، وانتشرت الأغاني والرقصات في شوارع بروكلين في فصول الصيف منذ عهد بعيد، وامتلأت الأيام بالبهجة والسرور، ولكن كان ثمة شيء حزين يحيط بفصول الصيف؛ شيء حزين يحيط بالأطفال، وقد نحلت أجسامهم، ولكن ملامح الطفولة لا تزال على وجوههم، وقد راحوا يغنون لحنا رتيبا حزينا حين يشتركون في لعبة الحلقة.
ومن المحزن أنهم وهم لا يزالون أطفالا في سن الرابعة أو الخامسة، تفرض عليهم الأيام أن يبلغوا من النضج المبكر، ما يحملهم على العناية بأنفسهم.
अज्ञात पृष्ठ